خلال أسبوع الموضة البرازيلي، ضربت ريو دي جانيرو موعداً مع الإثارة: تشكيلات لباس البحر هذا الصيف تستعيرُ من الخياطة الراقية أناقتها، وتراهن على جنون الألوان

مايوه لكل الفصول

فاطمة داوود
احتضنت مدينة ريو دي جانيرو أخيراً عروض أسبوع الموضة البرازيلي. وفيه، قدمت الماركة العالمية «ساليناس» آخر ابتكاراتها في عالم لباس البحر (المايوه)، لربيع وصيف 2009. ضمّت التشكيلة مجموعة منوّعة من المايوهات الملوّنة، وقد ضمت نوعين: تميز الأول بتمازج الألوان مع ظهور الزهري والأزرق والبني، وتألق البنفسجي. وبرزت مجموعة من الألوان الموحّدة مثل الأبيض والأزرق والزهر والكحلي. وقد اتخذت جميعها أشكالاً مختلفة، جاء بعضها في شكل سمكة بحرية لها وريقات صغيرة. بينما اتخذ بعضها الآخر أشكال الأصداف والأعشاب البحرية. «ساليناس» آثرت إرفاق معظم التصاميم بوشاحات من أقمشة «الشيفون» ذات اللون الأبيض، غطت أجساد العارضات. وما زاد تألقهن، أشكال الورود الضخمة الاصطناعية المزروعة في شعرهن. كذلك أدى تناغم النظارات الشمسية بألوانها الفاقعة كالأصفر والأبيض والبرتقالي دوراً أساسياً لمنح المرأة إطلالة جذابة.
«ساليناس» البرازيلية الجذور، لم تعرف الشهرة المدويّة إلا في عام 1997 حين بدأ توزيعها في أميركا. وكان لظهور العارضة والمذيعة تايرا بانكس بلباس بحر للماركة على غلاف مجلة Sports Illustrated، أثره البالغ. بعدها، تعرّف الناس بمزايا هذه المايوهات التي تصنع من أجود أنواع أقمشة «الليكرا» الملائمة للباس البحر المريح، والتي تقدم ابتكارات مستوحاة من الفواكه الاستوائية وأجواء جزيرة هاواي. وقد أصبحت مادونا من أشهر زبائنها. واحتفاءً بمرور 10 سنوات على انطلاقها عالمياً، قدمت «ساليناس» العام الماضي مجموعة «ساليناس شيك». يذكر أن «البكيني» الذي أصبح عمره أخيراً 62 عاماً (أطلق عام 1946)، ما زال يجذب النساء حول العالم، لقدرته على توفير الإثارة والراحة، بعدما سقطت عنه تهمة اللباس الفاضح.


ملابس راقية للسباحة

خلال أسبوع الموضة البرازيلي في ريو دي جانيرو، أرخى أسلوب الخياطة الراقية بظلاله على موضة لباس السباحة، سواء كان قطعة أو قطعتين. فالتصاميم جاءت زاخرة بالألوان والأقمشة المرقّطة أو اللمّاعة، ما ساعد على إبراز المفاتن بشكل أكبر من التصميم المتعارف عليه لثوب السباحة.
وإن كانت معظم التصاميم موجّهة للمرأة الجريئة، فقد لبّت ماركة «لينّي» مثلاً تلك الرغبة، وقدمت القطعة الواحدة التي تميّزت بألوان قوس القزح والسفاري الصحراوية. هكذا برز اللون الأسود بقوة والأزرق المعدني اللّماع والأحمر وتمازج الأبيض والأسود والأصفر مع الأسود. أما المزايا الأساس فهي القصّات التي وصل حدود بعضها إلى أسفل المؤخرة لمزيد من الأنوثة الصارخة، إضافة إلى استخدام الأقمشة الرفيعة عند أدنى الخصر. واتخذت بعض تصاميم القطعة الواحدة عند الكتف وأعلى الصدر شكل الفساتين الرومانية Y. أما تصاميم القطعتين، فتمتعت ببساطة شديدة لم تتخطّ كونها ذات أشكال وتقويرات بيضاوية عند الصدر وأشرطة رفيعة على الظهر.
المعروف أن ثوب السباحة ليس وليد القرن الحالي، فقد عرفته الحضارة اليونانية القديمة، حسبما ذكرت الكاتبة ليندا باكيت. لكنه ظهر بشكل مختلف وتطوّر أواخر عام 1880 إلى أن حدث الانقلاب الثوري في 5 تموز (يوليو) عام 1946... حين قدّم الفرنسي لويس ريار على مسبح «موليتور» في باريس ثوب السباحة بحلّة جديدة، فأصبح أصغر بكثير وأطلق عليه اسم «بكيني». في إشارة إلى تجربة نووية أميركية أجريت قبل يوم واحد في جزر بيكيني في المحيط الهادئ. وفي السبعينيات، عرف ثوب السباحة رواجاً كبيراً، وها هي نسبة تجارة ملابس السباحة تصل في أميركا وحدها إلى 3 بلايين دولار أميركي في السنة.