عشر سنوات كتب خلالها ريان الهبر (الصورة) ولحّن الكثير من الأعمال الخاصّة. قدّم بعضها في حفلة يتيمة عام 2009، ليؤجّل بعد ذلك كل ما هو خاص إلى حين الانتهاء من العمل على إصداره الأوّل «تعا قلّك» الذي يوقعّه الليلة في «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت).يتضمن الألبوم 11 عنواناً (تسع أغنيات ومقطوعتان) من كتابة وألحان وتوزيع ريان الهبر، بمشاركة أكثر من ثلاثين موسيقياً من لبنان، وسوريا، وأرمينيا، وبريطانيا. إنتاج العمل كان فردياً لريان بمساعدة بعض الأصدقاء في المراحل الأخيرة بعد الحاجة الى المزيد من التمويل لإنهاء التسجيل، وفق ما قال لـ «الأخبار».
«اضطررت للعزف والإطلالة في برامج تلفزيونية سيئة، لأتمكّن من إنتاج هذا العمل»، يقول عن سنوات الانتظار العشر لإصدار باكورته. ويضيف: «انتهى العمل على بعض الأغاني بين عامي 2005 و2006». أعاد الهبر توزيع ما ألّفه سابقاً بشكل جديد ومختلف بعد مرور الوقت، وبفعل التجارب العديدة، «لكنّني كنت قد قرّرت بعد حفلة 2009 ألا أؤدي أيّاً من أعمالي الخاصة إلى حين الانتهاء من تسجيلها وإصدارها. ظروف الإنتاج أخرّت التسجيل».
عن الموسيقى، يؤكد الهبر أنّ «تعا قلّك» يتضمن «الشرقي البحت، إضافة إلى الفيوجن بين الجاز والشرقي والفانك». أراد الفنان الشاب أن تكون الفرقة الموسيقية كاملة «وهذا ما أخّر الإصدار أيضاً. بعض العازفين أتوا من الخارج للتسجيل. أردت أن تكون جميع الآلات موجودة (full band)، من الكمنجات، والوتريات، وآلات النفخ، إلى الإيقاعات وغيرها».
بالنسبة إلى الكلام، فهو عاطفي كما في أغنية «عبالي فل»، وشخصي كما في «قوم يا حلو» التي كتبها ريان لجدّه بعد دخوله في غيبوبة، ووطني كما في «كرمال الماتوا».
بدأ ريان الهبر العزف على الغيتار منذ العاشرة من عمره، ثم انتقل إلى البيانو مع بدء الكتابة والتأليف. والده الفنان خالد الهبر، وصديق والده زياد الرحباني. إنّه جوّ منزلي موسيقي لا يستطيع ريان الإفلات من تأثيره. منذ فترة، يعاون ريان والده في إنتاجاته وفي توزيع موسيقاه وإدارة الفرقة، ويواصل إحياء أمسيات في بيروت مع فرقته التي عمل معها أيضاً على توزيع مختلف أغاني «تعا قلّك»، في حال اضطر إلى تقديمها في غياب الآلات الكثيرة الموجودة في التسجيل.
عن الفن الملتزم أو «المختلف عن السائد» كما يحبّ أن يصفه ريان، وبقائه بعيداً عن التأثير والوصول إلى أعداد كبيرة من الناس، رغم الاهتمام الإعلامي ولو الجزئي به، ورغم اهتمام المسارح باستضافة موسيقييه، يعيد الهبر الكرة إلى ملعب شركات الإنتاج المحتكرة للسوق، وحصر اهتمامها بإنتاج الأغنية السريعة الاستهلاك: «كقلم البيك الذي ترميه بعد نفاد الحبر منه، تساهم في أن يتعوّد الناس على هذا النمط. في الأساس، يُعتبر سيمون الأسمر، وروميو لحود، وإلياس الرحباني مسؤولين عن إطلاق هذه الموجة من الأغاني».
من جهة أخرى، لا يحبّذ ريان كثرة الاستعادات للأعمال القديمة للفنانين (الجّادين)، فهي «لن تعيدهم (العمالقة) إلى الحياة، كما أنّ الحضور يأتي ليستمع إلى الأغاني التي يعرفها ويحبّها لا إلى من يؤدي هذه الأعمال». يرفض الهبر أيضاً عذر عدم وجود ملحنين قادرين في لبنان. بالنسبة إليه، العمل أو الأغنية الناجحة يلزمها نجاح أربعة عناصر متكاملة: الكلام، واللحن، والتوزيع، والأداء. فهل اكتملت هذه العناصر وتكاملت في «تعا قلك»؟

توقيع ألبوم «تعا قلك»: اليوم ــ الساعة السادسة مساءً ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/753010