لم يحمل أحد من قادة الحملة على الصين والألعاب الأولمبية، همَّ انتشار حملتهم بالسرعة المطلوبة... فالشبكة العنكبوتية هنا، دائماً في الخدمة! بعض الجهات أنشأت مواقع خاصة تدعو إلى مقاطعة الصين مثل «No Olympics2008» و«Boycott2008olympics.org» ومواقع أخرى «حوارية» ومدوّنات تبرز مساوئ اختيار الصين لتنظيم الألعاب الأولمبية واستقبالها هذا العام.». وما يميّز هذه المواقع أحادية توجهها، إذ لا تتضمن الآراء الواردة إليها سوى الشتائم واللوم والدعوات إلى المقاطعة. كما عرض بعضها عرائض للتوقيع، تدعو إلى «مقاطعة ألعاب بكين 2008 للدفاع عن حقوق الإنسان وحريتهوهناك أيضاً موقع Olympic watch.org الذي يرصد يوماً بيوم مدى تطبيق الصين «معايير» الدول المضيفة للألعاب الأولمبية. كما يرصد كل تحرّكات الحكومة الصينيّة من اعتقالات وملاحقات وقمع تظاهرات وإقفال مواقع إلكترونية... أما الحملة الأبرز فكانت من منظمة «مراسلون بلا حدود» التي خصصت على موقعها الإلكتروني زاوية لمقاطعة الألعاب الأولمبية. وقد ابتكرت المنظمة شعاراً ولوغو خاصاً بالمناسبة، يصوّر رمز الأولمبياد الشهير على شكل أصفاد حديدية (كلبشات). فضلاً عن متابعة تحرّكات المتظاهرين الذين تحشدهم وتدعوهم للقيام بمزيد من التحرّكات الميدانية في مختلف دول العالم. وتسوّق المنظمة لفكرتها تجارياً، إذ تعرض قمصاناً تحمل اللوغو المبتكر، ويمكن شراؤها عبر الإنترنت!
والمعركة مشتعلة أيضاً على «يوتيوب»: أشرطة بالمئات ترد على الموقع الإلكتروني، وبعضها من «منظمة العفو الدولية»، وتبرز هذه الأشرطة كيفية ملاحقة الشرطة الصينية بعض المتظاهرين، كما تعرض مشاهد من اعتصامات كهنة التيبت، وبعض الأفلام عن مجازر دارفور، كما تورد تصريحات لمشاهير يدعون إلى مقاطعة ألعاب بكين. ولـ«منظمة العفو الدولية» قسطها من الفضائح التي تلفّ الحملة. وبعدما حضّرت حملة إعلانية كبيرة استخدمت خلالها صوراً صادمة تظهر العنف الذي ترتكبه السلطات الصينية، أوقفت إدارة المنظمة الحملة، والسبب «الإعلان عنيف ولا يخدم رسالتنا»!
«فايسبوك» لم يبقَ بعيداً عن الحدث. إذ أنشئت مجموعات تتضمن الآلاف تدعو إلى مقاطعة الصين ومنتوجاتها وحدثها الرياضي.