المخرج اللبناني بسام حدّاد اختار لمشاهد شريطه الوثائقي «العرب والإرهاب» أن تختصر مفارقات المرحلة وجراحها. هكذا، نشاهد أبراج نيويورك المنهارة في 11 أيلول (سبتمبر) 2001، ونرى كيف تحوّل العالم بعدها إلى الفرز بين الشعوب «الإرهابية» وتلك المتحضرة، وفق ما يتطلب المشروع الأميركي. بعد ذلك، نشاهد صورةً من الجانب الآخر من العالم، أي ضحايا قانا 1996 وصبرا وشاتيلا 1982 التي لم تحدث فرقاً، فالذين أُلصقت بهم تهمة «الإرهاب» هم الضحايا في نهاية الأمر! عُرض شريط حدّاد أخيراً ضمن الدورة العاشرة من مهرجان Ocean›s Cinefan Festival للسينما الآسيوية والعربية في نيودلهي. الوثائقي يتألف من ثلاثة أجزاء (135 دقيقة): «العرب والإرهاب» ــــ «إرهاب الدولة» ــــ «الإرهاب والمقاومة»، وقد تضمّن حوارات مع سياسيين وعلماء وباحثين ومواطنين من أميركا وإسبانيا، تقطعها صور لمذابح وحروب... ثم حوارت مع عرب لبنانيين فلسطينيين ومصريين، ومفكّرين، كالكاتب والسياسي الفلسطيني عزمي بشارة، والكاتبة المصرية نوال السعداوي، تليها صور لمعابر يقف عليها الجنود الإسرائيلييون، وهكذا دواليك. كل ذلك في محاولة لالتماس الموضوعية في أكثر القضايا بعداً عن هذه الصفة. هذه المشاهد المختلفة من «ضفتي» العالم، لم تكن محاولة لتبرير موقف أيّ طرف، لكنّها جاءت توثيقاً للحوادث والمشاهد لعلّنا نصل إلى تفسيرات... إلى خلاصة أنّ امتلاك القوة العسكرية يؤدي حتماً إلى إحكام القبضة على قوة المعرفة والحقيقة، وتصنيف الشعوب إلى خيّرة وشريرة، صالحة وفاسدة، تماماً كالأفلام الهوليودية!
حدّاد المقيم منذ 22 عاماً في الولايات المتحدة والأستاذ الجامعي في ولاية فلادلفيا، كان حاضراً أيضاً بالتعليق على الفيلم، مثلما بات يفعل معظم مخرجي الأفلام الوثائقية. وقد تضمّن الشريط أيضاً حواراً مع مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي الذي تحدّث عن مبدأ راسخ في القانون الدولي، هو أنّ الاحتلال يكون المسؤول المباشر عما يحدث في الأماكن التي يحتلّها... من هنا، كيف يمكن أن يكون منفّذ مجزرة صبرا وشاتيلا أرييل شارون داعية سلام كما يصفه بوش؟ وما هو المعيار الذي يصنّف به العالم؟
(الأخبار)