تحتدم المنافسة هذا المساء بين إيلي بيطار وعبد المجيد إبراهيم، ويخرج تلفزيون «المستقبل» الرابح الأول والوحيد. لكن «سوبر ستار» يعيش اليوم مرحلة حرجة... فهمل يصمد حتى الموسم المقبل؟
فاطمة داوود
مساء اليوم تسدل الستارة على آخر حلقة من برنامج «سوبر ستار 5». النسخة الخامسة ستطلق اسماً جديداً في فضاء الفن العربي: إما اللبناني إيلي بيطار أو السعودي عبد المجيد إبراهيم... فهل سيحقق الفائز النجومية، أم يبتلعه النسيان كما حدث مع معظم زملائه السابقين؟
البرنامج الذي قدّم 12 مشتركاً في المرحلة النهائية، خرج منهم تباعاً في التصفيات الأسبوعية كل من عباس علي، ومحمد الجعفيل، أنوشكا موسى، أميمة طالب، حسام ترشيشي، عيدروس العيدروس، ديانا لطفي. وهناك أيضاً ديانا شرانق التي طالبت اللجنة بإعطائها فرصة إضافية، لكنها عادت وخرجت مع المشتركة أسماء الجابري في الحفلة الثامنة. وفي السهرة ما قبل الأخيرة، لم يصمد المشترك الفلسطيني مراد السويطي أمام زميليه إيلي بيطار وعبد المجيد إبراهيم، على رغم تمتّعه بجماهيرية واسعة بدأت مع انطلاقة البرنامج.
وعلى رغم التفاوت الواضح بين المشتركين في دورة هذا العام، سواء على مستوى رخامة الصوت وسلاسة الأداء، أو قوةّ الحضور، لكنّ هناك شبه إجماع على أحقيّة الثنائي النهائي بالتنافس على اللقب. ذلك أن شخصية السعودي عبد المجيد إبراهيم الفنية تميزت بخفّة الدّم والتفاعل القويّ مع الإيقاعات الموسيقية. وعلى رغم إخفاقه أحياناً في أداء الأغنيات اللبنانية، قدم أداءً متمكّناً في الأغنيات الخليجية، وهو ما برز جلياً مع أغنية «ناديت». لكن الأمر لم يخلُ من خلافات نشأت بينه وبين لجنة التحكيم، وخصوصاً حين رفض أداء بعض كلمات أغنية «عايشة وحدا بلاك»، وتحديداً عبارة «عايفة الله وسماك»، بعدما عدّها عبد المجيد «تجديفاً»! أما اللبناني إيلي بيطار الذي أفردت مجموعات على «فايسبوك» وبعض الإذاعات، مساحات كبيرة لتشجيعه وبثّ الحماسة في الجمهور حتى ينال أعلى درجات التصويت... فقد حظي بتعاطف الجميع، سواء لما يتمتع به من وجه طفولي أمام الكاميرا والحضور الآسر،
وتجاوزه كل الاختبارات بنجاح.
لكن ماذا ينتظر الفائز باللقب؟ الجواب واضح وصريح: لا شيء. هذا ما أكّدته المنتجة المنفّذة كريستين جمّال خلال لقاء جمع أسرة البرنامج بالصحافيين. فإدارة تلفزيون «المستقبل» فشلت بدفع عجلة الإنتاج منذ خمس سنوات، لأنها تركت المهمّة «للخبازين» المحترفين. وجلّ ما فعلته كان عرض كليبات المتخرجين، بدءاً من المربّع الذهبي ديانا كرازون وملحم زين ورويدا عطية وسعود أبو سلطان، مروراً ببريجيت ياغي وأيمن لسيّق والأخوين شادي وهادي أسود. ولا أحد يعلم سبب تجاهل المحطة العمل الفني الجديد لحاصد لقب العام الماضي التونسي مروان علي، وحتى الآن لم يعرض «المستقبل» أغنية علي، على رغم أن السياسة التسويقية تقتضي ذلك.
لا شك في أن النسخة الخامسة من «سوبر ستار» حقّقت بعض التقدّم لجهة استقدام فناني الدرجة الأولى إلى البرنامج، أمثال عبد الربّ إدريس ونبيل شعيل وماجد المهندس وليلى غفران وراغب علامة وهشام عبّاس. وفيما أخفق المقدّمان وائل منصور ومجدلا خطّار في إثبات مؤهلاتهما الإعلامية، كسرعة البديهة وضبط إيقاع البرنامج، أضفى حضور لجنة التحكيم المؤلفة من الياس الرحباني وزياد بطرس وجيهان الناصر وعبد الله القعود جواً من التناقض: طغيان النكات والأجواء الفكاهية بقيادة الرحباني وبطرس، وتوجيه الانتقادات للأداء وتقنيات الموسيقى مع القعود والناصر، عسى أن تترجم النصائح واقعاً يعيشه المشتركون بعد خوضهم غمار الاحتراف الفني. وحتى هذه اللحظة، لا يخطّط المتنافسان لإطلاق أعمال فنية، لكنّ هناك تصميماً على الاستمرارية، سواء حصد أحدهما اللقب أم لا. وذلك يعود إلى عروض شركات الإنتاج لهما.
يذكر أخيراً أن السهرة التي أقيمت مساء الأحد، واستضافت راغب علامة، كشفت عن مشكلات عدة بدأت تعصف بالبرنامج: المخرج ناصر فقيه استقال فجأة (راجع «الأخبار»، عدد 18 تموز/ يوليو 2008)، من دون انتظار تنفيذ الحلقتين الأخيرتين على الأقل. ما سبّب ضربة موجعة لم تكن بالحسبان، في ظلّ الحديث عن سيطرة الشركة المنتجة والمنفّذة للبرنامج على جميع التفاصيل في «سوبر ستار». كما بدا الياس الرحباني متجهماً طيلة الوقت، بعدما رضخ إلى طلب إدارة البرنامج بعدم إبداء الرأي إلاّ بكلمات محدودة.
فهل ستسوّى هذه العقبات المستجدّة؟ أم إن برنامج «المستقبل» الجديد «أجواء» الذي يتوجّه إلى المواهب الشابة في مختلف القطاعات الموسيقية، سيحلّ قريباً محلّ «سوبر ستار»؟ حتى يحين موعد الإجابة، سيسهم المشاهدون طيلة اليوم بضخّ مبالغ طائلة للقناة، لإنعاش عملية التصويت. والنتيجة تعلن بعد ساعات.

21:30 على «المستقبل»