ارجعي يا ألف ليلة باسم الحكيم
يمرّ رمضان منذ ستة أعوام من دون الطبق الاستعراضي. طيلة هذه الفترة، لم يتوقَّف البحث عن فنانة استعراضيّة شاملة، قادرة على ملء فراغ تركته بطلتا الفوازير نيللي وشيريهان. نيللي التي قدّمت 13 موسماً من الفوازير، محقّقة في معظمها حضوراً متميّزاً، تغيب منذ «ألف ليلة وليلة» مع محمود قابيل عن الأعمال الرمضانيّة. كما أن مسلسلها الاستعراضي «قصاقيص ورق» مع كمال أبو ريّة، اقتصر عرضه على شاشة «النيل للدراما» قبل بضعة أعوام. يومها، وعدت نيللي بالعودة بعمل استعراضي آخر هو «نيللي نت»، إلا أن المشروع بقي حبراً على ورق. أما شيريهان، فيتجدد الحديث عن عودتها كل فترة، من دون أن يحدث ذلك.
خلال السنوات العشر الأخيرة، عرضت تجارب كثيرة توزّعت بطولتها بين عدد من الفنانات (لوسي، ودينا...)، غير أن أيّاً منهن لم تتمكن من تحقيق الحضور المطلوب في الاستعراضات الرمضانيّة. وفي ظل عدم إيجاد الفنانة المطلوبة، وجدت شركات الإنتاج الحل عبر البحث عن أفكار جديدة لتقديم الفوازير في قالب درامي، لعلّ الفضائيّات التي تتهافت على شراء العروض الأولى والحصريّة لمسلسلات رمضان، تتعاطى بصورة مماثلة مع الفوازير. من هنا، أنتج قطاع الإنتاج والقطاعات الخاصة أكثر من عمل درامي بملامح استعراضيّة، بينها: فوازير «عم كريم أبو المفاهيم» مع محمود الجندي، و«تياترو» مع دينا وأشرف عبد الباقي، لكن من دون تحقيق نجاح يذكر يضاهي على الأقل النجاح الذي حققه سمير غانم أو يحيى الفخراني قبل سنوات. كما أن بعض جهات الإنتاج الأخرى، أعدّت العدّة لتقديم الفوازير على اعتبار أنها متنفّساً إنتاجيّاً قد يوفّر لها أرباحاً ماليّة معقولة، لن يوفّرها مسلسل بالميزانيّة نفسها، لأنه لن يسلم بطبيعة الحال من إدخاله في منافسة غير متكافئة مع مسلسلات كبار نجوم الشهر. هكذا، دخلت قناة «ليبرا» الفضائيّة، لمرّة واحدة، ساحة الفوازير مع «غاوي مسلسلات» عن قصّة هشام السلاموني، أشعار أيمن بهجت قمر، ألحان عصام إسماعيل، إنتاج عادل حسني وإخراج عبد العليم زكي، وأسندت بطولتها إلى مي كسّاب ومدحت صالح. كما دخلت art أكثر من مرة ميدان الإنتاج، مع أعمال، بينها «مشاوير» الذي كانت بطلته ميرنا خيّاط ومخرجها طوني أبو الياس. ثم غادة إبراهيم في فوازير «بنك السعادة» من تأليف سمير الطائر وإخراج عادل عوض. وطُرح في ما بعد اسما منّة شلبي وأشرف عبد الباقي لبطولة فوازير «أعلام وأقلام» من كتابة السيناريست يوسف معاطي، على أن يخرجها محمد عبد النبي الذي سار في فوازيره السابقة مع نيللي على خطى أستاذه المخرج الراحل فهمي عبد الحميد. وتضيء هذه الفوازير على محطات من حياة كبار الأدباء المصريين، بدءاً بنجيب محفوظ ويوسف السباعي مروراً بعباس العقاد وطه حسين ووصولاً إلى إحسان عبد القدّوس ويوسف إدريس. غير أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن الجهة المنتجة، ما حتّم تأجيلها عاماً بعد عام.
بعد ذلك، بدأت العروض تنهال على نجوم الغناء ونجماته بالجملة، من نانسي عجرم إلى هيفا وإليسا، فميريام فارس، ومحمد حماقي، وإيوان ومي سليم. وهنا، اصطدمت جهات الإنتاج بعوائق عدّة أوّلها أجور هؤلاء النجوم الخياليّة التي تخطّت أجور كبار الممثلين عن ثلاثين حلقة وأكثر من دراما رمضان، ما يرفع التكلفة الإجماليّة إلى ما يزيد على 20 مليون جنيه (أكثر من 3،5 ملايين دولار) بسبب ارتفاع تكلفة الأزياء والديكورات وإنتاج الأغاني. أضف إلى ذلك المخاطرة في تقديم أسماء لامعة في ميدان الغناء، قد لا تلمع في مجال الاستعراض. لذا، اتخذ قطاع الإنتاج في القاهرة قراراً قضى بتأجيل تنفيذ الفوازير حتى العام المقبل.
وبعد انسحاب القطاع العام، تردد أن القطاع الخاص سيجهّز الفوازير. وإذا بالعروض تنهال على أكثر من ممثلة، آخرهن مي عز الدين التي تأجّل تصوير مسلسلها «قضية صفية» إلى الأشهر المقبلة. في هذه الأثناء، عرض عليها القيام ببطولة الفوازير من إنتاج شركة خاصة. غير أن رمضان يقترب، ولم تظهر أي بوادر تشير إلى بدء التصوير حتى اللحظة.


شيريهان

«وراها وراها» والزمن...

في رمضان الماضي، عرضت قناة «الراي» فوازير حليمة بولند. وها هي المحطة الكويتيّة تنهي اليوم فوازير «وراها وراها» مع ميساء مغربي ومحمود بوشهري، ومن إخراج منير الزعبي، وتعرض حصريّاً عبر شاشتها. صوّرت الحلقات الاستعراضيّة في سورية، وتجمع بين التمثيل والرقص والغناء. وتدور فكرتها حول فنانة شهيرة تحاول الهروب من معجب مهووس يطاردها في كل مكان، فتضطر إلى السفر والتنقل بين الدول الخليجية والعربية والأجنبية، وتحاول إخفاء نفسها والهروب من المهووس عبر التنكّر بزيّ مواطني هذه البلدان، وممارسة عاداتهم وتقاليدهم. ومن بين الأماكن السياحية التي ستزورها: مقرّ الكونغرس الأميركي، برج إيفل، متحف اللوفر، قلعة البتراء، مغارة جعيتا وأبراج الكويت وغيرها.