«وول ستريت ثملة... وهي تعيش حالياً مرحلة ما بعد الثمالة... لا أعرف متى ستستفيق، لكني آمل أنّ تكفّ عن استخدام تلك النزوات في الشؤون المالية»(!) يبدو أنّ بوش يودّع آخر أيّامه كما بدأها... بالتنكيت والهزل. ففي آخر تصريح له، أبدع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته في كانون الثاني (ديسمبر) المقبل، بشرح رؤيته الجديدة بشأن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الولايات المتحدة الأميركية منذ أشهر. وأثناء حملة تبرّعات في ولاية هيوستن الأسبوع الماضي، وأمام 400 عنصر من المحافظين في الولاية، قرّر أن يعبّر عن أفكاره علناً. طلب من المصوّرين إطفاء كاميراتهم ووقف التسجيل، واستهلّ حديثه بالقول: «لست ملمّاً بالتكنولوجيا. لكني أعرف «يوتيوب»». وللمصادفة، انقلب السحر على الساحر، وسرّب شريط الفيديو الذي صوّر في الجلسة «السرّية والخاصة» في اليوم التالي، ونشر على «يوتيوب»... فأصبح بالإمكان الاطلاع على آخر تصوّرات الرئيس الأميركي وتحليلاته بشأن الأزمة. كما عرضت محطّة ABC مقتطفات من الشريط في نشرتها الإخبارية. وقد تحدّث بوش عن «وول ستريت» بالسوء ووصفها «بالثملة»، وردّ مسؤولية الأزمة الاقتصادية برمّتها إلى «نزوة» تمرّ بها البورصة الأميركية.
ختاماً، قرر بوش أن ينهي حديثه بـ«نهفة» عن حياته الشخصية، كعادته، مفصحاً أنّ زوجته لاورا بدأت بالتفتيش عن منزل خارج هيوستن، معلّقاً: «بعد 8 سنوات من التضحيات، لم أعد أنا صاحب القرار»! وفي ردّ للبيت الأبيض على الشريط، ذُكر أن بوش «قال ما قال بعد اطلاعه على آراء المحللين الماليين بشأن هذه المسألة».