ظلّت المشاكل تلاحقها حتى لقيت مصرعها في دبي، وسط تكتّم السلطات الإماراتية على تفاصيل الحادثة. سوزان تميم أنهت أمس فصولاً طويلة من المتاعب... ومضت!
دبي، بيروت ـ الأخبار
حتى كتابة هذه السطور، لم يكن أيّ مصدر رسمي قد كشف عن ملابسات حادثة مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم فجر أمس في دبي. منذ ساعات الصباح الباكر، كان الخبر قد انتشر بسرعة، وتردد على أكثر من فضائية ومحطة إذاعية. عائلة تميم وزوجها عادل معتوق تحفظوا على ذكر المعلومات، فيما أكد مقرَّبون من هذا الأخير الذي أحبها كثيراً لـ«الأخبار» أنَّه «منهار، يعيش مرحلة نفسيّة حرجة، ويستعدُّ للتوجه سريعاً إلى دبي». وفي دبي، تحفَّظت الشرطة الإماراتية على كشف أي تفاصيل لنا، مشيرةً إلى أنها لا تملك حتى الساعة معلومات. بينما أكدت مصادر أخرى أن التحقيق جار على قدم وساق لمعرفة ملابسات الحادثة التي وقعت في شقة في منطقة المارينا. وكانت تميم قد انتقلت قبل أشهر من القاهرة حيث تعيش منذ سنوات، إلى لندن. ثم اختارت العيش في دبي، من دون إعلان ذلك. ووسط الغموض الذي لفَّ الموقف الرسمي من هذه الحادثة المأساوية، فتح الباب مشرّعاً لتناقل شائعات عدة.
وفيما كانت الشرطة تجري تحقيقاتها، راحت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ترصد حياتها الصاخبة والمشاكل العائلية التي عصفت بمسيرتها الفنية والشخصية، وذلك على وقع انتشار أخبار عن تشويه وجهها بسكّين، فيما ذكر مصدر صحافي من دبي أنه مُثِّل بالجثةّ، ما بدا انتقاماً شديداً من الفنانة الشابة.
وكانت حياة سوزان تميم قد شهدت عواصف كثيرة منذ انطلاقتها الفنية عام 1996 في «استديو الفن» على شاشة LBC. يومها، سلّط برنامج الهواة الضوء على مغنية تبشِّر بمستقبل فني لامع، ما دفع بالمنتج سيمون أسمر إلى تبنّيها في البداية. ثم ما لبثت أن انشغلت تميم بخلافاتها العائلية، ما أثّر على حضورها الفني، وغيابها تدريجاً عن الساحة. أعلن في البداية عن زواجها سرّياً من علي مزنَّر وطلاقها الغامض منه. ثم ارتبطت شخصياً وفنياً بمتعهد الحفلات ورجل الأعمال اللبناني عادل معتوق الذي خاض معها مواجهة قانونية شرسة. وكانت الفنانة قد وقّعت مع زوجها ومدير أعمالها عقد احتكار طويل المدى، ثم نشبت بينهما خلافات وحاولت الابتعاد عنه، فاستصدر قراراً بمنعها من مغادرة لبنان، وطلبها إلى بيت الطاعة. لكن المغنية الجميلة، وصاحبة الصوت الجيد، تمكنت من الفرار إلى القاهرة حيث أقامت لسنوات. وما زاد من خفوت نجمها المحاولات الحثيثة التي قام بها معتوق لمنع جميع المحطات الفضائية من بثّ مقابلات تلفزيونية لها، إضافة إلى قطع الطريق أمام شركات الإنتاج كي لا تنتج لها أعمالاً فنية من دون موافقته. في آب (أغسطس) 2004، ألقى الانتربول المصري القبض عليها في مطار القاهرة، خلال محاولتها مغادرة الأراضي المصرية، وذلك بطلب من نظيره اللبناني الذي يبحث عنها بتهمة «سرقة 35 ألف دولار من زوجها» عادل معتوق في بيروت. ثم أخلت السلطات القضائية المصرية سبيلها بكفالة من السفارة اللبنانية.
كذلك أصدر القضاء اللبناني سابقاً قراراً يمنع بث أغنياتها على الفضائيات، كما منعت من ممارسة أي نشاط فني أو إصدار أي ألبوم جديد، لإخلالها ببنود العقد المبرم بينها وبين «الشركة العربية الأوروبية» التي يملكها معتوق. وأصدر الراحل حسن أبو السعود، نقيب المهن الموسيقية في مصر آنذاك، قراراً بتاريخ الخامس من تموز (يوليو) 2003، يمنع تميم من ممارسة أي نشاط فني على الأراضي المصرية، ويطلب عدم التعامل معها وعدم منحها أي تصاريح عمل في مصر.
وكانت الفنانة الثلاثينية قد امتنعت في السنوات الأخيرة عن المجيء إلى لبنان بسبب الضغوطات التي تعرّضت لها، وخشية إلقاء القبض عليها في المطار. وهكذا، تنقّلت بين باريس والقاهرة ولندن، واستقرّت أخيراً في دبي. وقد نقل أحد الذين شاهدوها قبل أشهر، أنها كانت تنوي العودة إلى الساحة الغنائية قريباً.
وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي حصدتها، لم تكن مسيرتها الفنية زاخرة بالأعمال. فقد أطلقت أغنيات عدّة، وطرحت عام 2003 ألبوم «ساكن قلبي»، ثمرة تعاونها الوحيد مع شركة «روتانا»، كما اشتهرت بالأغنية التي وضعها لها إلياس الرحباني بعنوان «وينك». ووقفت على الخشبة في مسرحية «غادة الكاميليا» لإلياس الرحباني بدلاً من مواطنتها مادونا، وانطفأ بريق مشاريعها الفنية تماماً، إلى حين أعلن خبر مقتلها.
وفي عام 2005، كانت قد اتهمت بمحاولة قتل زوجها عادل معتوق حين رفع عليها دعوى قضائية بتهمة محاولة القتل في منزله في منطقة ضبيه، إضافة إلى اتهام شقيقها خليل ووالدتهما ثريا الظريف ورجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى مع سبق الإصرار والترصّد، حسبما ورد في الدعوى التي أقامها عليهم معتوق.