ليال حدادصدّق أو لا تصدّق... أغنية «say no more» للفنانة الإسرائيلية أساريت تبثّ يومياً عبر أثير إذاعة لبنانية، هي إذاعة «بيروت نايتس» (ليالي بيروت) الإلكترونية، ولا مشكلة مع كيان يُفترض أنّ معظم اللبنانيين يجمعون على اعتباره عدواً. هذا ما يعمل عليه أحد المسؤولين عن المحطة، ويدعى سامي. و«مكافأةً» على هذه الخطوة «الجريئة»، اتّصلت أساريت بالمسؤولين عن المحطة شاكرةً إياهم على بثّ أغنيتها... فما كان منهم إلا أن طالبوها بمزيد من الأغاني الإنكليزية!
وهذا ليس كل شيء. سامي، في حديث مع صحيفة «جيروزاليم بوست}، أصرّ على تذكير الصحيفة بتاريخ العلاقات الفنية بين لبنان وإسرائيل! وقال: «نحنُ قد تربّينا في بيروت على سماع أغاني أوفرا هازا وإشتار ألابينا}! مفاخراً بعدد الأغاني الإسرائيلية التي تبثّها الإذاعة. لذا، لا يتردّد في إعلان موقفه السياسي، وهو موقفٌ تعمل على أساسه «بيروت نايتس». ببساطة، «إسرائيل ليست عدوّاً، إذ إنّ 70 في المئة من اللبنانيين، يرون إيران عدواً أكثر من إسرائيل}. أما مصدر الإحصاءات فبقي مجهولاً!
إلا أنّ المسؤول عن الإذاعة بدا خائفاً من إعطاء الموضوع أهمية كبرى في الإعلام، «وخصوصاً أننا محاطون بمتطرّفين في كل مكان». ولهؤلاء «المتطرّفين} هوية واضحة بالنسبة إليه: إنهم «إرهابيّو» حزب الله، كما يقول! «وإذا أرادت الحكومة وضع قوانين، فلتنسَ القوانين الرجعية، ولتضع قوانين لمحاربة حزب الله»، يكمل بثقة.
أما أساريت (32 عاماً) التي خضعت قبل عشر سنوات لعملية تحوّل جنسي، فعبّرت عن فرحتها: «لأن محطة لبنانية تخطّت الحاجز السياسي، وبثّت أغنية إسرائيلية 100 في المئة».
يذكر أنّ الإذاعة اللبنانية تبثّ من الولايات المتحدة الأميركية، وهي محطة «شخصية» كما يوضح التعريف الموجود على موقعها الإلكتروني. ويتضمّن الموقع منتدى للحوار، يرى فيه الأعضاء أن بثّ الأغاني الإسرائيلية بداية للسلام في منطقة الشرق الأوسط. كذلك يحتوي الموقع على مجموعة صور من لبنان، صور تعكس «حب الحياة» عند اللبنانيين، وتصرّ الإذاعة على نشرها في الغرب. معظم الصور من النوادي الليلية والمطاعم اللبنانية، إضافة إلى مناظر طبيعية، إلا أن البارز فيها هو الرسائل السياسية التي تمرّ عبرها. فمثلاً تظهر أكثر من مرة صور لبنانيين يرتدون «تي ــــ شيرت» عليها شعار السلام!