حسين بن حمزة شهد «مهرجان ليدبيري للشعر» في بريطانيا، يومي 5 و6 من الشهر الجاري، مشاركة أربعة شعراء سوريين هم: منذر مصري وهالة محمد ورشا عمران ولقمان ديركي. وتميزت أمسية اليوم الثاني من المهرجان بمصاحبة موسيقيّة من عازف العود العراقي المقيم في بريطانيا عتاب حداد. وقد قرأ الشعراء قصائدهم بالعربية بمصاحبة ترجمات إنكليزية كانت منجزة ومعدّة مسبقاً (ترجمها كل من عيسى بلاطة، سنان أنطون، خالد المصري).المهرجان المعروف الذي يُقام بين 5 و13 تموز (يوليو) الذي يحظى بسمعة بريطانية وعالمية طيبة، سبق له أن استضاف تجارب شعرية عربية عديدة، وهي المرة الأولى التي يستقبل فيها شعراء سوريين. وبعد ليبيري، سيكون الجمهور اللندي على موعد، مساء اليوم، مع قراءات للشعراء الأربعة في المكتبة اللندنية الشهيرة London Review Bookshop. ويعقب الأمسية نقاش مفتوح مع المشاركين.
ينتمي الشعراء الأربعة إلى مراحل ومكوّنات شعرية غير متباعدة. منذر مصري، الأكبر سناً والأكثر تمرساً، واحد من أهم شعراء السبعينيات. حضوره وتميزه يتجاوزان المشهد الشعري السوري إلى المشهد العربي الأوسع. هالة محمد ولقمان ديركي يمثلان تجربتين لافتتين ضمن جيل الثمانينيات. يمكن القول إن منذر مصري وهالة محمد ولقمان ديركي يتحركون في منطقة شعرية واحدة. هناك أشغال وممارسات متجاورة في النظر إلى الشعر داخل الحياة اليومية. قصيدة رشا عمران مختلفة قليلاً. ليست بعيدة عما هو يومي، لكنها تستفيد من سلوكيات لغوية أخرى.
في المقابل، لا بدّ من الإشارة إلى قاسم مشترك آخر يجمع الأسماء الأربعة، وهي أنهم مستجدّون على المهرجانات والمشاركات الخارجية. كما أنّ نصوصهم ليست من النوع المهرجاني. لماذا لا تكون دعوة مثل هذه التجارب، السورية وغير السورية، مناسبةً لإعادة فحص الأسماء المهرجانية المؤبدة التي تتكرر في كل المهرجانات؟
الفضل في المشاركات العربية وحضورها النوعي في “الأجندة” الثقافية البريطانية في السنوات الأخيرة يعود إلى مجلة «بانيبال» (أسّسها الثنائي مارغريت أوبانك وصموئيل شمعون) المتخصصة في ترجمة الأدب العربي وتقديمه إلى القارئ الإنكليزي. والنشاط الأخير هو ثمرة تعاون مستمر بين «بانيبال» والمجلس الثقافي البريطاني.
وكان موقع مجلّة «بانيبال» على شبكة الإنترنت قد أرفق دعوته إلى حضور الأمسية، بصورة عامة عن المشهد الشعري في سوريا، إضافة إلى تعريفات موجزة للمشاركين الأربعة. وقد وُزّعت هذه التعريفات مع ترجمات القصائد على الجمهور. وهذا ليس غريباً على الحس الجدي والاحترافي الذي تسلكه «بانيبال» عادةً في نشاطاتها المختلفة. لم تكتفِ المجلة التي احتفلت قبل فترة بمرور عشرة أعوام على صدورها، بتنظيم أمسيات الشعراء السوريين الأربعة في ليدبيري ولندن، بل حاولت أن تضع الجمهور البريطاني في البيئة أو الخلفية التي قدم منها هؤلاء الشعراء. القائمون على المجلة يدركون أنّ المشاركين مجهولون بالنسبة إلى الجمهور هناك. ولذلك، وفّروا لزوار موقعها ما رأوا أنه ضروري لاستيعاب التجارب الشعرية التي سيسمعونها وفهمها.
وبالتزامن مع الاستضافة البريطانية، خصّصت مجلّة «بانيبال» ثلاثة أعداد للأدب السوري، وقد صدر أول هذه الأعداد قبل أيام، وتضمّن نصوصاً لكتّاب سوريين. وكانت ضمنها قصائد للشعراء الأربعة.