أصدر شعراء جزائريون بياناً احتجاجياً على ما سمّوه استبعادهم من «عكاظية الجزائر للشعر العربي»، وقد توجهوا إلى الشعراء العرب بالقول: «لم يفتِ الوقت لنقولَ لكم إنَّ... حداثةَ الجزائر أكثرُ مساءلةً وقلقاً من الهزال الذي يريدون أن يكونَ وجهاً نقابلكم به».وحين سألنا الجهة المنظّمة عن مسألة استبعاد الشعراء، كان الجواب أنّ ليس ثمة استبعاداً، بل إنّ معظم هؤلاء سيمثّلون في الدورات المقبلة. إذاً، يبدو الأمر صراعاً بين «ثقافة المؤسسة» و«ثقافة الهامش»، وهو صراع يبدو صحّياً في الجزائر، من حيث إمكان توافر أصوات تعترض وتحتج وتنتقد... أما غياب مشروع نقدي متكامل للظواهر والتجارب الثقافية، فلعلّه من العلامات المَرَضيّة المقلقة... فمثلاً، أين هو النقد الذي وُجّه إلى أمسيات جرش الشعرية المحنّطة سنوات بحضور عدد من الشعراء الخالدين أو ديناصورات الثقافة العربيّة؟
ولعلّ من بين المسائل اللافتة أن «عكاظية الجزائر» حاولت كسب جمهور جديد، من خلال أمسيات موازية قُدِّمت في الإقامات الطلابية، ومنحت الشعر فرصة المواجهة مع متلقٍ آخر، غير «الجمهور المعتاد» الذي يرتاد «الأمسيات الشعرية».