صباح الخير يا (تلفزيون) لبنان
عبيدو باشا
■ ■ ■

«يردّد الأستاذ إبراهيم خوري أن ثمة برامج في «تلفزيون لبنان» مضى عليها ثماني سنوات. وهذا صحيح مع «صباح الخير يا لبنان»، ما دام الزميل باسم الحكيم أراد أن يغمز من غمز إبراهيم الخوري. «صباح الخير يا لبنان» عمره ثماني سنوات (هل هذه تهمة؟!). والأستاذ خوري دخل منذ أيام في ولايته الرابعة. مضى عليه في التلفزيون عشر سنوات. خصّص منها عشر سنوات لتطوير تلفزيون لبنان حتى وصل التلفزيون إلى ما وصله إليه الآن.
«صباح الخير يا لبنان» ابن الثماني سنوات. لم يغمز كاتب «المتابعة» من قناة البرنامج الذي ينسّقه شقيق المدير العام الأستاذ ريمون خوري «الخط الساخن». هذا البرنامج الذي اختص بما اختص به، إلى درجة أن معالي وزير الإعلام طلب توقيفه عن الهواء منذ أشهر. غير أن الخطط التطويرية للمدير العام للتلفزيون أصابته بتطويرها بتغيير اسمه. أضحى «مشاكل وحلول». وحيث إن الأستاذ خوري يشير إلى أن التلفزيون اشترى سيارة S.N.J خاصة بالنقل المباشر، نشير إلى أن النقل المباشر هذا بقي حكراً على برنامج شقيقه «الخط الساخن» ومن ثم «مشاكل وحلول»، بمعدّل ثلاث حلقات أسبوعياً في المناطق اللبنانية. أقول حكراً عليه، لأنني لم ألبث أن طلبتُ عبر رسالة خطيّة أن نَبثّ مباشرة من معرض الكتاب العربي. رد المدير العام بالرفض، لأنّ «الإمكانات لا تسمح». تسمح إمكانات التلفزيون في محل ولا تسمح في محل آخر (لديّ نصوص المراسلات بيني وبين الأستاذ خوري. وهي في أكثر من مجال وموضوع). حتى إننا لم نرَ الـS.N.J في أي موقعة تدفقت إليها التلفزيونات المحلية والعالمية ووكالات الأنباء في مختلف أصنافها، إلا في ما ندر. بعدها، نُمي إلينا (وهذا صحيح، راجعوا البيانات المالية في الشركة) أن كل طلعة لبرنامج «الخط الساخن» إلى خارج الأستديو هي بمثابة حلقتين على الصعيد المادي. وذلك لأنّ ساعة البرنامج في الاستديو تصبح ساعة ونصف ساعة في الأراضي اللبنانية. (لا أريد الخوض أكثر في هذه التفاصيل وفي تفاصيل أخرى. لأن لكل قضية زمانها).
مر التلفزيون بما مر به، وخصوصاً حين أغلق بعدما خاض معركته الشهيرة ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. اهتم الأستاذ خوري بتطوير التلفزيون في تلك المرحلة، ولم يشارك في المعركة هذه. أقفل التلفزيون من جراء التطوير. خافت منه الدولة والجماهير والقوى السياسية بعدما طوّر فوق المعركة السياسية المحتدمة. هذا غيض من فيض التطوير. وتطوير؟ حسناً. يريد المدير أن يستغني عن ناس، هذا حقه، ولكن هناك حقوق الناس. هناك تقاليد في غياب القوانين وقوانين في حضور التقاليد.
إن استعمال السلطة في تلفزيون لبنان يذكّر بالحاكم بأمر الله، حين حوّل الليل إلى نهار والنهار إلى ليل. أجبر الناس على العمل في الليل والنوم في النهار. ثمّة فرق بين حكم وحكم. هذا أولاً. ثانياً: «تلفزيون لبنان» هو مؤسسة وطنية لا إقطاعية شخصية (أستغرب صمت وزير الوصاية الأستاذ غازي العريضي)، وهو يخضع لنظم وقوانين الدولة اللبنانية (يبلّغ العاملون بأنهم سيكونون خارج حسابات المؤسسة بعد شهرين، ويسمى هذا بأشهر الإنذار). ينذر فلان ثم يمضي، ولا يستغنى عنه إثر صدور مذكرة تقضي بتجميد البرامج موقتاً بسبب الأحداث في بيروت والجبل. ولا يستغنى عنه بتصريح متعجّل إلى صحيفة، وخصوصاً أنني عدت إلى تلفزيون لبنان بعد إلحاح شديد من حضرة الرئيس والمدير، بعدما نشرت في صحيفة «السفير» بياناً يؤكد عزوفي عن العودة (رجاني وطلب مني أن أضع تنكة زريعة وراء المذيع أو المذيعة بهدف تسريع عودة التشغيل. لم أقبل بطبيعة الحال. شيّدنا ديكورنا وطلعنا منه بعدما استغنى عن العديد من العاملات في البرنامج. والاستغناء اختصاصهم). الآن يصرح بأنه مضى على البرنامج ثماني سنوات، سبحان مغيّر الأحوال.
صباح الخير يا لبنان عمره سبع سنوات لا ثماني سنوات (اسمه في سنواته الأولى «صباحو». الأرجح أن سيادة المدير العام نسي ذلك).
«صباح الخير يا مصر» عمره 15 سنة. «عالم الصباح» في تلفزيون «المستقبل» عمره 12 سنة تقريباً. ما علينا. يريد الأستاذ خوري أن يطوّر؟ وها هو يطوّر في «حجز قضائي على أموال الشركة» («الأخبار» ـ ثقافة وناس ـ الثلاثاء 3 حزيران/يونيو 2008 ـ والصحف الأخرى: بيان نقابة مستخدمي التلفزيون)، ويريد أن يستمر في تأدية «دوره الوطني بالإمكانات المتاحة» قبل أن «تتغيّر الأوضاع مع الحكومة الجديدة». جميل: أمل بالاستمرار. جاء الإسبان لكي يودعوا جنرالهم فرانكو في أيام حكمه الأخيرة. خرج الديكتاتور إلى الشرفة، وجد مئات الآلاف في انتظاره وهم يلوحون له بأيديهم، سأل: ماذا جاؤوا يفعلون ولماذا يلوحون لي؟ أُجيب: جاؤوا لوداعك، أجابهم: لماذا؟ إلى أين هم ذاهبون؟
سبحانه بعرشه».


«شيطان العراق» يخترق «المركزيّة»

ليال حداد
«لقد اخترق devil Iraq هذا الموقع». أنجزت المهمّة بنجاح، واخترق موقع وكالة الأنباء المركزية www.markazia.com، فأصبح بإمكان «شيطان العراق» أن ينتقل إلى موقع آخر. هذه هي المعادلة التي يتّبعها قراصنة المعلوماتية وفق ما أكدته غرازييلا مغبغب، مسؤولة شؤون الموظفين في الوكالة.
إذاً، اخترق الموقع وتعطّل العمل لفترة قصيرة قبل أن تصلحه شركة الإنترنت. لكن هذه ليست هي المرة الأولى التي يخترق فيها موقع وكالة الأنباء اللبنانية. إذ بدأت الحملة منذ شهر، حين قام قراصنة من تونس باختراقه ثمّ تتالت الهجمات من قراصنة صينيين وصولاً إلى «شيطان العراق».
وتستبعد مغبغب أن يكون هناك هدف سياسي لاختراق الموقع: فـ «هذه المجموعة من القراصنة تجرّب برامجها و«فيروساتها» الجديدة على المواقع ليس الا...».