ليال حدادوصلت شبكة «إنترنيوز» إلى بيروت، افتتحت مكتباً خاصاً لها في العاصمة. وها هي تطلق مشروعها لدعم وسائل الإعلام المحلية والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة بالإعلام.
لكن من هي «إنترنيوز»، وما هو تحديداً مشروعها مع وسائل الإعلام اللبنانية؟ إنها منظمة إقليمية تأسست عام 1982 بهدف دعم الاحتياجات الأساسية للصحافة وتبادل الخبرات بين الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في العالم. إضافة إلى تدريب الصحافيين وتوفير الخبرة في هذا المجال. وتعمل الشبكة حالياً في 70 بلداً، بينها أكثر من 10 دول عربية: اليمن وفلسطين والمغرب والأردن ولبنان...
غير أنّ الأسئلة لا تقف عند حدود التعريف بالشبكة ودورها، وخصوصاً أنّ الجهة الأبرز التي تموّل مشاريعها هي مكتب الديموقراطية وحقوق الإنسان والعمل، في وزارة الخارجية الأميركية. إنّها إذاً الديموقراطية الأميركية التي ستصدَّر هذه المرة إلى وسائل إعلامنا المحلية.
وعن هذه النقطة، تؤكّد المديرة الإقليمية للشبكة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ناديا العلمي ألا علاقة سياسية بين الشبكة والجهة المموِّلة: «نحن منظمة إعلامية غير حكومية، نعتمد على التمويل لتنمية مشاريعنا. كما أننا لا نقبل التمويل من أي جهة تختلف أهدافها مع أهداف المشروع المموّل». وتشرح العلمي أنّ نجاح عمل الشبكة في مساندة الإعلام المحلي المستقلّ يعتمد بشكل كبير على استقلالية هذه الوسائل الإعلامية، «نحن لا نمارس ضغطاً في تحرير المواد الصحافية على من نعمل معهم، إذ إنّ جهودنا تنصبّ على تزويد الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي بالمهارات والقدرات التقنية لإنتاج أخبارهم ومعلوماتهم الخاصة. برامجنا لا تروّج لأي “أجندة”. هي بكل بساطة تروّج للصحافة الجيدة». وإضافة إلى وزارة الخارجية الأميركية، جاء في موقع الشبكة على الإنترنت www.internews.org، أنّ من بين الممولين أيضاً البنك الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة. كما يشير إلى أن ميزانية الشبكة لعام 2007 كانت 26 مليون دولار أميركي. يقوم المشروع الذي يستمرّ عامين، على إجراء سلسلة من الدورات التدريبية لمدراء وسائل الإعلام عن كيفية إدارة مؤسساتهم. إضافة إلى تقديم الدعم من صندوق «المنح الصغيرة» لمنظمات المجتمع المدني التي تعمل من أجل تحقيق المصالحة عبر وسائل الإعلام. وتؤكّد العلمي أن الشبكة ستعمد إلى تطوير آلية تقييم لقطاع الإعلام «بمشاركة شركائنا اللبنانيين المحليين ومساعدتهم، لإرساء معيار لانتقاء الوسائل الإعلامية المشاركة في التدريب، وستصبح هذه المعايير متوافرة لجميع وسائل الإعلام فور جهوزها».
فمع أي وسائل إعلام ستتعاون «انترنيوز»؟ وأيّ موضوعية جاءت تعلّمنا؟ وكيف يمكن أن تسهم في جعل وسائل الإعلام محايدة، في ظلّ نظام سياسي وطائفي يتقاسم ويتحاصص هذه الوسائل؟