خبر اكتشاف مدافن أثرية قديمة هو في العادة، خبر سار ومثير للمنقّبين ولتجّار الآثار... إذ يُتوقّع، أن تحوي هذه المدافن جثث ملوك وأميرات، إضافة إلى مقتنياتهم الثمينة ومجوهراتهم التي أرادوا أخذها معهم إلى الدنيا الآخرة... ولكن المفارقة هذه المرة أن الخبر الآتي من إيطاليا يعلن «اكتشاف مدافن لـ... أفراد من الطبقة الاجتماعية الدنيا ومن عمّال الأباطرة»، تُرى ماذا وجد المنقّبون في هذه المدافن؟ بعدما أعلن أمس، علماء آثار إيطاليون اكتشاف عدد كبير من المدافن الرومانية (نيكروبوليس) على تلة جنوب العاصمة روما، ذكرت وكالة «أنسا» الإيطالية للأنباء أنه عُثر على 270 هيكلاً عظمياً في قبور صغيرة في مدافن في بونتي غاليريا، إضافةً إلى أوان فخاريّة للشرب، وقناديل زيت وبقايا أحذية قديمة.
وأضافت الوكالة إنه عُثر على 70 قطعة نقدية تحمل صورة الإمبراطور تراجان (53ـ117) وفوستينا الأكبر (100ـ 141) وزوجة الإمبراطور أنطونيوس بيوس موضوعة في فم الموتى، وكانت بمثابة تقدمة إلى جنّي العالم السفلي «شارون» (حسب الأساطير الإغريقية).
واكتشف علماء الآثار أن 70% من الهياكل تعود إلى رجال تراوح أعمارهم بين 20سنة و40، غالبيتهم يعانون كسوراً في العمود الفقري أو إعاقات أخرى. ويظنّ الخبراء أن الرجال كانوا يعملون في مكان لاستخراج الملح قريب من المدافن، حيث يحملون أكياس الملح الثقيلة على أكتافهم أو يقومون بأعمال بناء صعبة للإمبراطورين كلاوديوس وتراجان.
وقال أنجيلو بوتيني المسؤول عن علم الآثار في روما «المهم هنا ليس احتمال العثور على أعمال فنية بقدر معرفة تفاصيل عن الحياة اليومية لبعض المواطنين في وضع اجتماعي متدنٍّ، وكيف تمكّن مجتمع هامشي من تنظيم نفسه عندما واجه الموت».