رام الله ـ يوسف الشايبفي رام الله ردد الجمهور مع أبي نسرين: «ورفضنا نهاجر ..يويا .. قالوا الأوامر.. يويا .. قال الي بيقول .. يويا .. شدة وبتزول .. يويا .. ولا شدة زالت .. يويا .. ولا دنيا دارت.. يويا .. صرنا لاجئين.. يويا .. كرت التموين.. يويا»...
في سبعينيات القرن الماضي، بدأ محمد أبو هلال المعروف باسم «أبو نسرين»، عمله الفني في الغناء والمسرح من الكويت، حيث أسس فرقة «ترشيحا» للفنون الشعبية، واستمرت الفرقة حتى بداية التسعينيات.
اشتهر بأغانيه عن النكبة واللجوء، وقد اكتسبت هذه الأغاني شعبية كبيرة، وصارت بالـ«يويا» العنوان البارز لحفلات فرقة «ترشيحا».
بعدما غادر الكويت، أسس أبو نسرين في عمان فرقة «الحنونة» للفنون الشعبية التي لا تزال تقدم عروضاً، رغم انسحاب أبي هلال منها ليؤلّف «البيدر» قبل أن يتركها عائداً إلى رام الله.
بعد الحفلة الأخيرة التي أحياها أبو نسرين في رام الله، كان له لقاء مع «الأخبار» تذكر خلاله بداياته، وقال «بدأت مشواري الفني بالعمل المسرحي مع الكاتب محمد سعادة، ومجموعة من الشباب الفلسطيني المتحمس للعمل الفني في الكويت، كنا نموّل مسرحنا من جيوبنا، وكان هناك من يتبرع لنا أحياناً. كنا ننجح ونلقي إقبالاً شديداً، وكان ما نقدمه في المسرح يرتكز على التاريخ الفلسطيني، ثم ألّفنا فرقة «ترشيحا» للفنون الشعبية».
يسعى أبو نسرين لإعادة الروح إلى «ترشيحا»، ولكنه يريد أن تكون الولادة الثانية للفرقة من بيت ساحور.
أبو نسرين الذي عاد إلى فلسطين عام 1996، شارك عامي 1997 و1998، في مهرجان رام الله الغنائي، ويقول: «الوطن هو البوصلة، ورجوعي إلى الوطن كان الحلم، لكن الفنانين في بلادنا يعيشون كالغرباء، طرقت أبواباً كثيرة، سواء في المؤسسات الثقافية أو وزارة الثقافة دون جدوى، والفنانون الملتزمون والجديون في حاجة لدعم، ومساندة، واحتضان، لنقدم عملاً فنياً يليق بفلسطين».
عام 2003 أصدر أبو نسرين ألبوم أغنيات كتب كلماتها جمال الخطيب وعنوانها «اكتب ع الشمس»، على نفقته الخاصة، ودون دعم من أحد «أنتجته في ضوء إمكاناتي الخاصة».
الألبوم الجديد لم يبعث التفاؤل عند أبي نسرين، فهو يردد «الفنان الملتزم ذو إمكانات محدودة هو بمعنى أو بآخر شحاذ».
أبو نسرين، العائد بفرقته الجديدة عبر مهرجان حق العودة الفني الدولي في بيت لحم، يبدو متأكداًُ من قدرة أغنيته الـ«يويا» على التعبير عن مختلف مراحل حياة الفسطينيين، فمن «يويا» النكبة، إلى «يويا» الانتفاضة التي تطورت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، إلى «يويا» الأخيرة التي قد تظهر قريباً، وتتحدث عن الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي فاق عددها «600 حاجز»، وعن المعاناة جراءها.