محمد عبد الرحمنلولا أن كاميرات أمن التلفزيون المصري تعملُ بشكل منتظم، وخصوصاً عند البوابة الرئيسة، لوصف كثيرون الحادثة الغريبة التي تعرَّض لها الشيخ خالد الجندي، مساء الأربعاء الماضي، بأنّها «قصة ملفّقة»، هدفها إبعاده عن الشاشة المحلية. لكن اللافت أنّ ملابسات القضية حتى الآن ما زالت غامضة، ولا أحد يعرف على وجه الدقة أسبابها والهدف من ورائها. ذلك أنّ الشيخ الذائع الصيت وجد سيدة منقّبة تنتظره خارج مبنى التلفزيون بعد إنهاء فقرته الأسبوعية على الهواء مباشرة مع الإعلامي محمود سعد في برنامج «البيت بيتك». تلك السيدة فاجأت الجندي وصفعته بقوة على وجهه، فتهشّمت نظارته وأصيب بجروح. ولم يلقِ أحد القبض على السيدة، وهي غير معروفة، وإن ردّد بعضهم أن اسمها هو تغريد.
ومنذ يوم الجمعة، شُغلت الصحف المحلية بالقضية، ما يؤكد تحويل الحادثة كلها إلى التحقيق اعتماداً على ما صوّرته كاميرات المراقبة. لكن القرار الأغرب كان إيقاف ظهور الشيخ على شاشة التلفزيون، على اعتباره أساء ــــ ولو من دون قصد ــــ إلى الجهاز الإعلامي الحكومي عندما تحولت البوابة الرئيسة لساحة تصفية حسابات. إذ أجمعت روايات شهود عيان، على أن السيدة قالت للجندي إن الصفعة هي جزاء ما فعله بها وببيتها وأولادها، ليبدو أن الأمر شخصي إلى حد كبير. وأعادت بعض الصحف الحكومية التذكير بالعلاقات النسائية التي طاردت الدعاة الجدد، وخصوصاً أن الجندي صنّف ثاني أبرز وجوه الجيل الجديد من هؤلاء الدعاة، بعد عمرو خالد.
ومساء السبت الماضي، أطلق الجندي سهامه صوب إدارة التلفزيون المصري، عندما خرج في برنامج «القاهرة اليوم» الذي كان يشارك في تقديمه لسنوات طويلة، عبر الفقرة الدينية الأسبوعية، ليقول: «أنا لست موظفاً أو متعاقداً مع التلفزيون الحكومي. أنا أحلُّ ضيفاً على الحلقات، وإذا قرّروا عدم استقبالي بعد اليوم، فليقولوا لي ذلك». وأضاف إنّ هذا الاعتداء ليس الأول، وإنّه «ضريبة العمل العام، لأن هناك من يريدون من الشيوخ تقديم فتاوى على مقاس حالاتهم الخاصة».
من جهته، أكد محمود سعد للبرنامج نفسه، أنّ السيدة قالت له إنها فعلت ذلك ثأراً لياسمين الخيام، في إشارة إلى نشوء خلافات بين المطربة المعتزلة والشيخ. لكنّ الخيام نفسها اتصلت بـ«القاهرة اليوم»، وأكدت أنّ السيدة التي اعتدت على الشيخ خالد الجندي «مختلّة عقلياً».
الأقوال حتى الآن إذاً لا تزال متضاربة، والنتيجة الوحيدة هي اختفاء الشيخ من شاشة التلفزيون المصري ولو بصورة موقتة، فيما ستظل الحقيقة غائبة على ما يبدو لفترة أطول. وعلى أي حال، لدى الجندي نوافذ فضائية عديدة يطل عبرها، إذ يقدم حالياً كل خميس برنامج «رقائق» على شاشة «الحياة»، فيما علاقته بـ«أوربت» ممتدة منذ سنوات.