القاهرة | راقصة ورجل أعمال وواقعة اغتصاب وإعلامية لبنانية. هكذا يمكن تلخيص 24 ساعة عاصفة عاشها الجمهور المصري المتابع لفضائيات المحروسة. مساء الثلاثاء، نجح رجل الأعمال المهندس أحمد عز، العضو البارز في الحزب الوطني المنحل، في الخروج إلى الجمهور عبر قناة «النهار» وبرنامجها الرئيسي «آخر النهار»، الذي يقدّمه خالد صلاح.
الأخير اتخذ موقف المهاجم لعز، بينما لم يجد المهندس المقرّب من جمال مبارك أي غضاضة في الاعتذار مباشرة على الهواء عن كونه أحد الأسباب التي ثار بسببها المصريون في «يناير2011». برغم ذلك، طلب من الجميع السماح له بخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. عز الذي يحاول العودة إلى البرلمان بأي شكل، عانى حصاراً إعلامياً بدأ بقرار من قناة «القاهرة والناس» بعدم بث حلقة مسجلة معه كانت ستكون الأولى منذ 4 سنوات، قضى عز معظمها في السجن. ثم أجرى مداخلة مع عمرو أديب على قناة «القاهرة اليوم» قبل أن يحظى بفرصة الظهور عبر «النهار»، التي يكيل لها معظم المشاهدين اتهامات لا حصر لها منذ تلك اللحظة. هكذا، انطلق عبر تويتر هاشتاغ مسيء إلى عز وصلاح، حيث أجمع المؤيدون للرئيس السيسي والمعارضون له على أنّ وجود عز تحت قبة البرلمان باعتباره الوجه الوحيد المصمم من رجال مبارك على الاستمرار، يعني أن الثورة لم تحقق حداً أدنى من النجاح.

انطلاق هاشتاغ داع
إلى ترحيل ليليان داوود
أمر يعدّه مؤيدو «ثورة يناير» دليل فشل يستحق العودة إلى الشارع، ويعدّه مؤيدو السيسي مدخلاً لإحراج الرئيس وانتقاده برغم أنّه لا يملك في القانون حق منع عز من الترشح. بعد ذلك بقليل، بدأت على «دريم 2» مواجهة هي الأولى من نوعها بين الراقصة والمطربة سما المصري، والبرلماني السابق رجب هلال حميدة، وإلى جواره محامية تدعى أشجان البخاري. جاءت هذه الإطلالة ضمن برنامج وائل الإبراشي «العاشرة مساء».
الموضوع كان عن أحقية المصري في الترشح للبرلمان. دافعت الراقصة بقوة عن ذلك، فيما حاول الضيوف وبعض المتصلين التأكيد على أنها غير مؤهلة لهذه المهمة. وبحلول منتصف ليل الأربعاء، تصدّر اسم المصري قائمة الأسماء الأكثر تداولاً على مواقع التواصل. أما رد الفعل غير المتوقع، فتمثل في حالة تعاطف معها باعتبارها أكثر صراحة من الكثير من السياسيين. وفي توقيت متزامن وبعد خروج أحمد عز من شاشة «النهار»، بدأت حلقة من برنامج «صبايا الخير» لريهام سعيد، التي تناولت بالبحث والتحقيق مجموعة من الشباب المتهمين باغتصاب فتاة وتصويرها عارية، وكما اعتادت، لم تترك سعيد «تفصيلة» لم تخض فيها، مكتفية بوضع علامة «للكبار فقط « على الشاشة. معركة إعلامية أخرى تابعها المصريون في اليوم العصيب نفسه حول هاشتاغ دعا إلى ترحيل الإعلامية اللبنانية ليليان داوود من مصر، على خلفية انتقادات وجهتها إلى حكم قضائي يقضي بحبس مجموعة من شباب «ثورة يناير»، أبرزهم علاء عبد الفتاح. وبرغم أن داوود كتبت ذلك عبر تويتر لا عبر برنامجها «الصورة الكاملة» على «أون. تي. في»، إلا أنّ ذلك لم يمنع من مطالبة الغاضبين بترحيلها، وبحصار رجل الأعمال نجيب ساويرس من أجل وقف برنامجها باعتباره مالك القناة، لكن لفت الانتباه لاحقاً انطلاق هاشتاغ مضاد بعنوان «متضامن مع ليليان داوود» شارك فيه كثيرون، أبرزهم الإعلامية ريم ماجد، كما خرجت داوود في اتصال هاتفي مع منى سلمان على «دريم 2» (برنامج «مصر في يوم») لتؤكّد أنّها لن تتراجع عن إعلان مواقفها السياسية، وأنها تتعجب من الربط بين آرائها وكونها غير مصرية، كأن الكلام عن مصر وقفٌ فقط على أبنائها.