هيثم خزعلبعيداً عن السياسة وهمومها، والانقسامات التي تثيرها بين اللبنانيين، والخلافات التي تنشب بين الأقارب والأصدقاء مع اختلاف انتماءاتهم السياسية، يبدو أن روابط الأخوة يمكن أن تتعرض لـ«اهتزازات» لأسباب رياضية. علاقة الشقيقين علي ونبيل رعد ليست دائماً على ما يرام، وتطغى عليها الأهواء الكروية. فنبيل «متعصب» للمنتخب الإيطالي منذ عام 1994 ، وتؤرقه حتى اليوم صورة اللاعب روبرتو باجيو وهو يضيّع ركلة الجزاء في نهائي كأس العالم. أما علي فيعشق المنتحب الفرنسي لأنه منتخب «معظم لاعبيه من أصول أفريقية».
خلال اللقاء الذي جمع المنتخبين الفرنسي والإيطالي في ربع نهائي كأس العالم عام 1998، كان الشقيقان في سن المراهقة، ودب بينهما خلاف استمر أربعة شهور، ورفضا أن تجمعهما غرفة نوم واحدة. بعد تدخلات عائلية متكررة، أنهى الشقيقان القطيعة بينهما.
لكن الخلاف تكرر عام 2000، بسبب خسارة إيطاليا أمام فرنسا في نهائي بطولة الأمم الأوروبية، ولم ينته الخلاف إلاّ بعد ثمانية أشهر، ليتجدد بعد عامين عندما فرح نبيل لخسارة فرنسا مباراة كأس العالم أمام البرازيل، رغم أن نبيل نفسه لم يكن من مشجعي المنتحب البرازيلي.
كبر الشقيقان، واتفقا على تحييد الخلافات «الكروية» عن علاقتهما، لكنهما عادا ليسقطا في الامتحان، وأخيراً دب الخلاف بينهما منذ مساء أول من أمس عندما خسرت فرنسا أمام إيطاليا، فأطلق نبيل المفرقعات النارية قرب منزل شقيقه علي في الشويفات، فخرج الأخير غاضباً وهدد أخاه بقطع العلاقة بينهما «ولكن بشكل نهائي هذه المرة».
تجدر الإشارة إلى أن الخلافات المتعلقة بكرة القدم انتقلت عدواها إلى زوجتي الشقيقين وهما متخاصمتان في الوقت الحالي، فكوثر زوجة علي تخلت عن «فريقها المفضل البرازيل» واستبدلته بالمنتخب الفرنسي كرمى لعيني زوجها. وتؤكد كوثر أن الشقيقين يحبان بعضهما ولكن «الحق دائماً على الطليان».