نهاية الشهر الجاري، تستقبل باريس مصممي العالم لإطلاق مجموعات خريف وشتاء 2008ــ 2009. أما في بيروت، فقدّم الشاب نبيل يونس مجموعته الأولى التي أحيت مجد الستينيات
فاطمة داوود
لم ينتظر المصمم اللبناني نبيل يونس طويلاً حتى يثبت موهبته في عالم تصميم الأزياء. عامٌ واحد من الاختصاص كان كافياً لبلورة نظرته الخاصّة بأناقة المرأة العربية العصرية. يونس الذي أثبت عشقه للألوان والفرح والتحررّ من القيود، قدّم مجموعة «حلمي» أو My dream لربيع وصيف 2008 ، مستلهماً تصاميمه من أزياء بهرت العالم على منصات العروض العالمية، في نيويورك وباريس وروما. لكنه في الوقت نفسه، قدم فساتين خارجة عن المألوف، عبر قصّات وتفاصيل منمّقة.
لكن رغبة يونس بعرض تشكيلته أمام الجمهور لم تتحقق. ذلك أن الأحداث الأمنية الأخيرة حالت عائقاً دون ذلك. ومع ذلك، آثر تصوير المجموعة بأسلوب فني مميّز عكس تطلّعاته الباريسية. إذ انطلق في رحلة عبر التاريخ الأوروبي الحديث، ليستقي من حقبة الستينيات نفحات الجمال والأناقة المفرطة، فجاءت الفساتين تحاكي بتفاصيلها الدقيقة أنوثة المرأة المتوسطية وتسلّط الضوء على مفاتن الجسد الرشيق.
ضمّت المجموعة 20 تصميماً، تنوعّت بين الفساتين الطويلة التي تكشف جزءاً كبيراً من الصدر، مسلّطة الضوء القوي على جمال الكتفين العاريين. ثم تضيق في جزئها العلوي حتى أسفل الصدر بواسطة حزام مرصّع أو قصات انسيابية مشدودة، لتنسدل ما دونه على كامل الساقين. كما برز الكشكش سواء بمحاذاة الصدر وصولاً إلى ما يشبه الياقة، أو برز في الجزء الأسفل حيث اتخذ الكشكش العريض شكل التموّجات الصيفية المزركشة. واكتست الأكمام أذرع العارضات لإضفاء مزيد من الغموض الأنثوي.
الفساتين القصيرة حضرت أيضاً، لكنها انقسمت إلى نوعين: الأول جاء مستقيماً بقصّات انسيابية ضيقة، برزت تقاسيم الجسد ووصلت حدّ الركبة. أما الثاني فجاء فضفاضاً، أُغدق عليه القماش الفاخر بكثافة وسخاء.
أما عوامل تفرّد المجموعة، فتجلّت خصوصاً عند اختيار تدرّجات الألوان الراقية كالبنفسجي والزهري والأخضر، والأخضر العشبي، وتمازج منسّق بين البيج والأسود، وألوان الذهب المشعّة. إضافة إلى التطاريز والحاشيات الملوّنة والترصيع بحبّات «الشواروفسكي» المتوهّجة.
كذلك كانت لافتة القصّات المميزّة على صدور العارضات، إذ لم تتشابه أي قصّة مع الأخرى. وبرزت قصّات على شكل H،Y، V، U، فيما كشفت بعض الفساتين عن كتف دون الآخر، واتخذ بعضها شكل ياقة الباخرة.
أما الأقمشة الفاخرة كـ“الدانتيل» و“الشيفون» و“الساتان» و“الأورغنزا»، فقد طوّعها المصمم بشكل متقن. وبرز فستان زهري غامق على شكل جرن كبير مطرّز بأشكال ملوّنة، ليخفي تحته مفاتن الجسد. وازدان بربطة ضخمة أعلى الصدر، ليعتلي كتفي العارضة وشاح طويل من القماش نفسه. ولإضفاء مزيد من الإثارة والإغراء، قدّم يونس فستاناً طويلاً باللون الأسود، أشبه بخطوط الوشم على الجسد. وقد خيط من «الدانتيل» المطرّز، وتميزّ بشق طويل كشف عن ساق رشيقة، وبقصّة أبرزت الخصر بدقة.
وفي النهاية، حاك نبيل يونس للعروس تصميمين مميزين متناقضين: الأول جاء مستقيماً، التفّ حول جسد العارضة حتى حدود الركبة ليتّسع بعض الشيء عند الأسفل، لعلّه يلبي رغبة الامرأة العصرية. أما الثاني، فروى حكاية أميرة العصور القديمة التي تجللّت بفستان أبيض مرصّع بحبّات «الشواروفسكي»، بدءاً من الصدر إلى ما دونه على شكل V ضخمة. وفيه، استطاع يونس الجمع بين الأصالة والحداثة، فكان الذيل العريض والمنسدل إلى الأرض بأمتار عدّة، يُقابَل بطرحة قصيرة، صممها على شكل كشكش متموّج.
وكان نبيل يونس قد قدم فساتين راقية للشحرورة صباح، والفنانة التونسية لطيفة. أما الأيام المقبلة، فستكشف عن تعاون وشيك بينه وبين الممثلة التونسية أيضاً هند صبري.
المصمم الذي نهل من باريس مبادئ ثقافة الموضة والأزياء، انتسب إلى معهد «إسمود»، أحد أهمّ معاهد تصميم الأزياء في العالم. وقد تابع دروسه هناك، وتعرّف إلى ابتكارات صنّاع الموضة العالميين. ثم عاد ليجسّد رؤيته الفريدة في الشرق، فكانت أولى محاولاته، مجموعة تحاكي الشاطئ ونسمات الربيع المنعشة.


باريس جاهزة للشتاء يا مصممي العالم اتحدوا!

من يقصد باريس هذه الأيام فسيدرك حتماً أن عاصمة الموضة تستعد لفتح الأبواب على مصراعيها أمام مصممي العالم. فموسم خريف وشتاء 2009 بات قريباً، وفنادق العاصمة أتمّت حجوزاتها بالكامل. أيام قليلة تفصل ذواقة الموضة عن كشف معظم دور الأزياء الراقية لمجموعات الملابس الجاهزة للرجال، وتلك الخاصة أيضاً بالخياطة الراقية للنساء.
في 30 حزيران (يونيو) الحالي، تنطلق احتفالية الـ«هوت كوتور» مع المصمم ستيفان رولان، وتستمرّ في اليوم ذاته مع المصممين كريستوف خوسيه ودار «كريستيان ديور»، حيث سيتولى جان غاليانو بالطبع تقديم مجموعة الشتاء الجديدة. بعدها، يكشف فيليب أوليفيه باتيستا وآن فاليري هاش وأدلين أندريه و«جورجيو أرماني بريفيه» عن إبداعاتهم تباعاً في أماكن متفرّقة من فنادق العاصمة.
أما الأول من تموز (يوليو)، فيكشف النقاب عن مجموعات «شانيل» مع المصمم كارل لاغرفيلد، وكيتي بل وكريستيان لاكروا، ودار «غوستافو لينس»، ودومنيك سيروب وجيفنشي. ويتنافس في اليوم التالي كلّ من المصممين: فرانك سوربيه وإيلي صعب وجان بول غوتيه، ولو فران فرّان وفالنتينو على تقديم آخر صيحات خطوط الموضة العالمية.
اختتام العروض سيشهد حشداً من أبرز الأسماء والدور العالمية، وهي: جان بول نوت وأودو إدلينغ وجوزيف فونت وموريتزيو غالانتي ويويانغ.
المصمم إيلي صعب لن يكون وحده في أسبوع الموضة. فعلى هامش الاحتفالية الرسمية التي ينظّمها الاتحاد الفرنسي للخياطة الراقية، يعرض عدد من المصممين اللبنانين مجموعاتهم في أماكن متفرّقة أمثال جورج حبيقة الذي يكشف عن آخر ابتكاراته في 30 حزيران (يونيو) داخل «استوديو DMD»، بينما يقدّم باسيل سودا مجموعته في 1 تموز (يوليو) في المكان ذاته عند الساعة الخامسة بعد الظهر، ويليه داني أطرش عند الثامنة مساءً. وتستتبع عروض لكلّ من زهير مراد وروبير أبي نادر وجورج شقرا، بينما اختار عبد محفوظ وإيللا زحلان وطوني ورد روما لعرض مجموعاتهم الجديدة.
أما عروض المجموعات الخاصّة بالملابس الجاهزة للرجال، فتبدأ في 26 حزيران (يونيو) وتستمر حتى التاسع والعشرين منه. وفي هذه الفترة، تقدّم دور الأزياء العالمية آخر ابتكارات الخطوط والقصّات للموسم الشتوي المقبل. وتتصدّر دور أزياء عريقة أمثال «لوي فويتون»، و«جان بول غوتييه»، و«يوهجي ياماموتو»، و«تييري موغلر» قائمة العروض المميزّة. كما ستعرض مجموعات «كنزو»، و«شررّوتي»، و«جيفنشي»، و«جان غاليانو»، و«سمالتو»، و«إيمانويل أنغارو»، و«هيرميس»، و«لانفان»، و«ديور ـــــ الرجل»، و«بول سميث»، «آغنيز. ب».
وحده، المصمم اللبناني نمر سعادة سيسبق العروض الباريسية ويقدم في 23 الجاري مجموعة خريف وشتاء 2009 في وسط بيروت التجاري بتغطية خاصة من محطة «فاشن تي في».
تجدر الإشارة إلى أن الاعتقاد السائد هذا العام يؤكد أن اتجاهات الموضة للمواسم المقبلة ـــــ سواء في مجموعات الرجال أو النساء ـــــ ستطغى عليها الألوان الداكنة والقصّات المستقيمة التي لا تستهلك كثافة في الأقمشة، وخصوصاً مع تصاعد حدّة الأزمات الاقتصادية التي تعصف بدول العالم، ما يؤثر حكماً على أجواء العرض. ومع ذلك، يظلّ التكهنّ ببعض الاختراقات مرجحاً، ولا سيما لدى المصممين المعروفين بالجرأة والجموح نحو التغيير مثل جان غاليانو وكريستيان لاكروا.
لمزيد من التفاصيل أو لمتابعة جدول المواعيد، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: www.modeaparis.com