محمد رضا الأمر نفسه تكرّر في أفلام غنائية وموسيقية شاركت فيها خلال الأربعينيات: كانت تظهر دائماً في أدوار ثانوية أو مساندة، إلا أنّ حظّها تحسّن عام 1947 عندما شاركت في «الرقصة غير المنتهية»، ثم «كلمات وموسيقى». لكن هذا النوع من الأفلام لم يكن استثنائياً في نضجه، علماً بأنّ منافستها جودي غارلاند هي التي سرقت الأضواء في «كلمات وموسيقى».
كان لا بدّ من انتظار الخمسينيات كي يبتسم لها الحظ فعلاً في هوليوود. في 1953 اختيرت لتؤدي البطولة النسائية في فيلم «عربة الفرقة» مع فريد أستير الذي كان نجم الرقص الأول آنذاك، لا ينافسه في المرتبة سوى جين كيلي. الفيلم حمل توقيع أحد عمالقة السينما الغنائيّة والاستعراضيّة آنذاك فنسنت منيللي صاحب «أميركي في باريس». وبعد سنوات، ستلعب سيد في إدارته مع جين كيلي أيضاً، في واحد من أفضل أفلامها الموسيقية قاطبة «الغناء تحت المطر». أخيراً، بعد طول انتظار، أكّدت حضورها لافتة أنظار الجميع خلال الدقائق العشر من وجودها على الشاشة، وهي فعلت ذلك برقصها، وعبّرت عن دورها بساقيها أكثر مما فعلت بملامح وجهها!
سيد تشاريس كانت ماهرة في الرقص، تعرف الحركات المطلوبة وتؤديها صحيحة بخفّة تثير الإعجاب. كانت طبيعية تتمتّع بحضور مثير، لكنها لم تحقق المكانة نفسها كمغنيّة. ولم تكد سيد تشاريس تتمتّع بطعم الشهرة، حتى دار الدولاب ولم تعد سينما الـ«ميوزيكال» تحقق إقبال الجمهور. نحن في النصف الثاني من الخمسينيات، وحتّى فريد أستير وجين كيلي واجها بعض المشاكل رغم استمرارهما في دخول الاستوديوات. أما سيد، فبات عليها أن ترتمي في بحث مضن عن مكان لها في أدغال هوليوود.
أحد أفضل أدوارها اللاحقة كان في «فتاة الحفلة» لنيكولاس راي مع روبرت تايلور. واستعان بها مجدداً فنسنت منيللي في فيلمه الدرامي «أسبوعان في بلدة أخرى» (1962)، للوقوف أمام كيرك دوغلاس وإدوارد ج. روبنسون. ثم بدأت رحلة التراجع والصمت. إنها هوليوود يا عزيزي، أهلاً بكم في متحف النجوم والذكريات!
محمد...