ليال حدادلم يكتفِ الإسرائيليون بالفصل العنصري والتمييز الذي يمارسونه بحقّ فلسطينيي الداخل، فها هي اليوم حركة «كاهانا حاي» الصهيونية المتطرّفة، تخترق الموقع الإلكتروني («عرب 48»)، بحجة «أن العرب قتلة وقساة ويمثّلون خطراً على الأطفال». وذلك، لإسكات أحد أكثر المواقع العربية انتشاراً في فلسطين والعالم العربي.
وما إن تمكّن القراصنة من اختراق الموقع، حتى ظهر العلم الإسرائيلي وشعار الحركة الصهيونية، مرفقة بالنشيد الوطني الإسرائيلي «هتكفاه». كذلك لم يتورّع «الكاهانيون» عن التحريض العنصري ضدّ الفلسطينيين «الذين يقتلون ويقتلون ويقتلون، ويخطفون الجنود الإسرائيليين، ويطلقون النار على مواطنين إسرائيليين أبرياء». وتصدّرت الشاشة عبارة «أن نكون أحراراً في أرضنا، أرض صهيون».
وكان موقع «عرب 48» التابع للتجمّع الوطني الديموقراطي الذي يرأسه النائب العربي عزمي بشارة، قد تعرّض لأكثر من محاولة اختراق في السنة الماضية، كما أوضحت رسالة الإدارة التي نشرت على الموقع، «إلا أن أثر المحاولات السابقة لم يكن بقوة الاختراق الحالي».
وإضافة إلى موقع «عرب 48»، تعرّض موقع «محسوم» الناطق باللغة العبرية للاختراق. وهو متخصص بالإضاءة على تجاوزات الإسرائيليين على الحواجز في الضفة الغربية، وتابع أيضاً للتجمّع الوطني. ما يعكس نيّة «كاهانا» إسكات أحد أبرز الأصوات العربية في أراضي الـ48.
من جهتها، رأت إدارة «عرب 48» أنّ اقتحام الموقع تهدف إلى «تعطيل عمل وسيلة إعلام مركزية تطرح وجهة نظر نقدية ومغايرة في كل ما يتعلق بالنزاع العربي ـــــ الإسرائيلي، لوجهة النظر الإسرائيلية والصهيونية».
ومع اقتحام الموقع العربي، بدأت تعلو الأصوات التي تتوقع استكمال القراصنة الإلكترونيين هجومهم على مواقع المقاومة في فلسطين، وفي لبنان أيضاً، ولا سيّما المواقع التابعة لحزب الله.
ويذكر أنّ حركة «كاهانا حاي»، وترجمتها «كاهانا لا يزال حيّاً»، تأسست لتخليد ذكرى الحاخام اليهودي الأصولي مائير كاهانا، وتعدّ تابعة لحزب «كاخ» الديني. وهي من أكثر الحركات تطرّفاً في الولايات المتحدة وإسرائيل. وكان كاهانا قد قتل في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 1990.