strong>المكان: القاهرة. الزمان: مساء الجمعة الماضي، والمناسبة: تجديد عقد عمرو دياب مع «روتانا» لخمس سنوات... النجم المصري طالعنا بـ3 مفاجآت دفعة واحدة: برنامجٌ يروي سيرته حصرياً على شاشات الوليد بن طلال، وفيلم سينمائي مرتقب مع عماد الدين أديب، وألبوم يصدر قبل نهاية العام
محمد عبد الرحمن
في أيار (مايو) 2005، أقامت شركة «روتانا» في بيروت احتفالية ضخمة، في مناسبة انضمام عمرو دياب إليها. يومها، مثّل انتقال النجم المصري إلى أحضان الشركة ضربة قاضية لـ«عالم الفن» وصاحبها محسن جابر، منتج أعمال دياب سابقاً. وقد تردّد آنذاك أن عمرو تقاضى عن عقد «روتانا» حوالى 5 ملايين دولار، فيما راحت الشركة السعودية تضرب وعوداً بتقديم دعم غير مسبوق إليه. لكن دياب سرعان ما أصيب بخيبة أمل. وبعد خمس سنوات من العقد الأول، وشائعات استمرّت أشهُراً، وأكدت أنه يعتزم مغادرة أحضان الشركة نهائياً... جاء الحسم ليلة الجمعة الماضية.
الشركة السعودية أقامت للمغني العربي مؤتمراً صحافياً ثانياً، جمعه في القاهرة بأهل الصحافة، وأكد فيه رئيس «روتانا» للصوتيات سالم الهندي أن دياب «باقٍ باقٍ» معهم.
عملت الشركة جاهدة لتخرج الحفل بتنظيم جيد، لا يفسده الزحام. وقبل أربعة أيام من الحدث، اتصلت بعدد من الصحافيين لتدعوهم للحضور مساء الجمعة إلى فندق «الفور سيزونز» القديم في منطقة الجيزة، للمشاركة في حدث يتعلّق بأحد المطربين. بعدها، تسرب الخبر إلى الصحف التي كشفت أن الموضوع يتعلق بتجديد العقد مع عمرو دياب، وليس بإطلاق ألبوم شيرين عبد الوهاب كما ظن بعضهم.
أما خلال المؤتمر، فقد وزعت الشركة على الحاضرين بوسترات لعمرو دياب، وقد اعتلى المنصة ـــــ إلى جانب دياب والهندي والمقدّمة جومانة بو عيد ـــــ محامي النجم المصري حسام لطفي، للرد على أي سؤال يتعلق بالشق القانوني للعقد.
وفيما حرص سالم الهندي على إظهار مدى الاهتمام والرعاية اللذين يحظى بهما دياب في «روتانا»، تميّز هذا الأخير بسرعة بديهة وذكاء في ردّه على الأسئلة، متحدثاً عن «روتانا» ومشاريعه الجديدة، ومشاركته في مهرجان «الأردن» (راجع البرواز)، وعلاقته بالنجوم الشباب مثل تامر حسني ومحمد حماقي...
في البداية، أكد الهندي أن العقد الجديد «يدحض الشائعات ويضع حداً للأقاويل»، مشيراً إلى أن هذا العقد سيكون «استكمالاً لمسيرة تعاون مع دياب، أنتجت ألبومات ناجحة وجوائز... فعمرو باق باق في روتانا». وحرصاً على تمييز المغني المصري، قال الهندي إن العقد تجاوز المعمول به حالياً في الشركة. إذ تم التوقيع معه لمدة خمس سنوات بدلاً من ثلاث، على أن يشمل التعاون إنتاج ألبومات وأغنيات مصورة وبرامج وأفلام ومشاريع أخرى. يذكر أن الهندي كان قد أعلن سابقاً أن شروط عمرو دياب لتجديد العقد تعجيزية، لكن يبدو أن المبلغ الذي تقاضاه هذا الأخير، قد ذلل جميع العقبات.
وفيما رفض عمرو دياب وسالم الهندي طيلة المؤتمر الصحافي الكشف عن القيمة المالية للعقد الجديد، أشارت «دي بي آي» إلى أن النجم المصري، وردّاً على سؤال لها عن تقدير قيمة العقد بـ10 ملايين دولار، أجاب: «إن هذا الرقم أقل بكثير مما اتفقنا عليه». ويبدو أن النجم قد بدّل كثيراً من خططه، إذ جرت العادة أن يتحفظ عن ذكر الأرقام.
من جهته، أشار دياب خلال اللقاء إلى أن موعد صدور ألبومه المرتقب قد تحدّد في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وأنه قرر تصوير أغنيتين على الأقل.
أمّا بخصوص عودته إلى السينما، فقال إن لديه النية لذلك، لكنه لم يتفق بعد على مشروع محدد، كاشفاً عن نصوص عدة يجري التفاوض عليها مع المنتج عماد الدين أديب. وهنا، ردّ الهندي بأن السينما باتت أولوية بالنسبة إلى «روتانا»، وأن الشركة تنتظر من عمرو فكرة لفيلمه الجديد، حتى تبدأ العمل على تنفيذها.
بعيداً من السينما وقريباً من تحضيراته للسلسلة التلفزيونية التي تضيء على مسيرته الفنية (راجع «الأخبار» عدد 13 آذار/ مارس 2008)، قال دياب إن مسيرته تجاوزت العشرين عاماً، «بينما بعضهم يقدم برامج عن مسيرته التي لا تتجاوز بضعة أعوام». وأوضح أن البرنامج سيكون بمثابة بانوراما، ترصد التغييرات الفنية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمعين المصري والعربي خلال ربع قرن عاشها في الوسط الفني. وهو وسطٌ «بات مختلفا تماماً عما كان عليه عند ظهوري. يومها، لم تكن ظاهرة تسريب الألبومات قد انتشرت، بينما باتت اليوم تقضّ مضاجع جميع العاملين في هذه الصناعة».
ورداً على سؤال عن شائعات تورّطه في تسريب أغنيات ألبومه الأخير «الليلة دي»، أجاب: «هذا أمرٌ مثيرٌ للضحك، فكيف يتصور أحدهم أنني يمكن أن أسرب ألبومي؟ ثم لحساب مَن قد أخسر مبيعاتي، وأتسبب في خسارة فادحة لشركة الإنتاج التي أسعى إلى التعاقد معها مجدداً؟».
هذا ليس كل شيء، الفنان الذي فاز أخيراً بجائزة الـWorld Music Award للمرة الثالثة، أشار إلى أنه يعاني طيلة السنوات الخمس الأخيرة أزمة مع وسائل الإعلام التي لم يعد يعرف كيف يرضيها. فهو عندما ظهر عام 1983، «لم يكن هناك سوى عدد محدود من الصحف وقناتين أرضيتين تعملان لمدة 8 أو 10 ساعات، مع غياب مواقع للإنترنت. أما اليوم، فأصبح لدينا أكثر من 700 صحيفة، ومئات القنوات الفضائية وآلاف المواقع الإلكترونية... ولو أنني تفرغت لجميع هؤلاء، لما وجدت ساعة واحدة للعمل».
وأخيراً، قال دياب إن علاقة جيدة تربطه بمعظم النجوم الشباب، وخصوصاً «تامر حسني ومحمد حماقي اللذين يحاولان إيجاد مكانة متميزة لهما في قلوب الناس». وأشار إلى أنه يقدم إليهما النصح ويسعده دائماً نجاح أحدهما في عمل جديد، «بذلك يستفيد الفن المصري الذي بدأ يتضاءل أمام نجاح عربي، يتزايد بشكل مطّرد».