«القديم المتجدّد» عنوانٌ تقليدي لمجموعة عصرية أطلقها المصمم السوري رامي العلي ضمن مجموعة الـ«هوت كوتور» لربيع وصيف 2008. عكست المجموعة إلهاماً من الحقبات التاريخية المتعاقبة على عالم الموضة، فتجسّد الحضور القوي لزهو الإمبراطورية الرومانية، وصولاً إلى العصر الذهبي مع بزوغ نجمات هوليوود في عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته. وما بروز ضمور الخصر، وتحديد انحناءات مفاتن المرأة في معظم التصاميم إلاّ إثبات للتأثّر بالمفاهيم التي سادت لسنوات طويلة. لكن العلي أثرى مجموعته برؤى خاصّة تمثّلت باستخدام قصات الأكمام الفضفاضة التي ضاقت عند المعصم بكمر عريض مطرّز يدوياً، وفتحات العنق والصدر.
وضمّت المجموعة مروحة من التصاميم: فساتين طويلة تحمل عبق الأجواء الرومانية، مع بعض التعديلات، كاعتماد الكورسيه الضيّق عند الخصر لمزيد من العصرية. كما برز فستان طويل باللون الزهري ذو إشعاعات فضية، بدت فيه العارضة كنجمة متألّقة. أما الفساتين القصيرة، فجرى التركيز فيها على الأجزاء العلوية، وتقوّرت الياقات عند الصدر حتى الخصر لتكشف مفاتن حسّاسة بدت غاية في الإثارة. ولم تخلُ التشكيلة من تصميم مؤلَّف من سروال مطرّز باللون الفضيّ وبلوزة من «الشيفون» الأبيض، تليق بالمناسبات المسائية الشبابية.
كذلك برز فستان بلون الأبيض الكريمي، تألّف بجزئه العلوي من «صداريّة» وتنورة مكسّرة عرضياً من «الشيفون»، بينما تجمّع القماش عند البطن لإضفاء مزيد من الحجم للنحيفات.
هذه الابتكارات لم يزدها فرادة إلاّ استخدام الأقمشة الراقية، فتجلّت إغراءات «الشيفون» وسلاسة الحرير وإثارة «الدانتيل». إضافة إلى قماش «التول» بتدرجّات ألوان البشرة كالبيج والأبيض الكريمي والزهري النديّ، وتطعيم من ألوان داكنة أخرى، لعلّ أبرزها اللون الأسود.
رامي العلي، المولود في سوريا، اختار دبي منصّة لانطلاقته في عالم الأزياء، وذلك بعد تخرّجه من كلية الفنون الجميلة عام 1995. بعدها، تنقّل بين بيروت ودبي، ليؤسس لاحقاً دار الأزياء الخاصة به، مكتسباً ثقة المرأة الخليجية بالدرجة الأولى، وفنانات ارتبطت أسماؤهن به، أمثال يسرا وديانا حداد ونوال الكويتية.
أما المحطة الأساس التي كرّست اسمه في عالم الموضة عالمياً، فتجسدّت بالتعاون الوثيق بينه وبين شركة «شواروفسكي»، فأصبح المصمم المعتمد للترويج لماركة الشركة الجديدة «كريستلايزد تي إم ــــ شواروفسكي إلمنتز».
ثم اختير عام 2006، واحداً من نخبة المصممين الذين شاركوا في عرض الأزياء المصاحب لحفلة افتتاح الألعاب الآسيوية في قطر إلى جانب كينزو وجورج شقرا. وقد نظّمت العرض شركة «لا مود إين إيماج» العالمية.
أما فلسفته تجاه عالم تصميم الأزياء الراقية فتتلخص بكونها نابعة من «فلسفة الفضول... التطريز الدقيق ليس مجرد تزيين بل هو جزء أساسي من فكرة التصميم كي يبعث فيه الرونق». كما المادة الناعمة الليّنة هي المفضلة بالنسبة إلى رامي. ذلك أن القماش المستخدم في معظم التصاميم، يتميز بخفته، ويلف الجسد بانسياب لافت. أما البهرجة، فتحظى بمعاملة ناعمة في التصاميم، إذ تختبئ العناصر البراقة مثل الكريستال والشك وغيرها من التزيينات الساطعة تحت طبقات أخرى، لتكشف عن نفسها بغنج ساحر مع كل حركة، أو بين ثنايا الفستان المخفية.