راجانا حميةإن كان العم حسن وبسّام قد اختارا بإرادتيهما أن يقصدا الكورنيش «مهما تكن الأوضاع»، إلاّ أنّ الكورنيش خلال الأيّام الماضية اختبر الوحدة، بعدما انقطع عنه غالبيّة روّاده، وإن عادوا أمس ـــ في اليوم الأوّل للهدنة ـــ إلّا أنّ العودة لم تكن على ما يرام مقارنة بـ«أيّامه العاديّة»، ومعظم زوّار أمس كانوا مسكونين ببعض الخوف ممّا قد يحصل، رغم فرحتهم باسترجاع أوقاتهم الجميلة في محلّاتٍ ومقاهٍ بدأت بفتح أبوابها تدريجيّاً، وممارسة هواياتهم من الصيد والرياضة والسباحة والركض... ولقاء الأحبّة.
عند الكورنيش أمس، لم يصدّق الزوّار أن العودة ستكون سريعة، ولكنّهم في الوقت نفسه، لم يصدّقوا أنّ كلّ شيء انتهى، إذ يصف البعض أنّ هذه العودة «ليست طبيعيّة ولا شبه طبيعيّة».
هل يُعقل أن نشهد صباحاً آخر شبيهاً بصباحات الأيّام الثلاثة الماضية؟ سؤال لا يغيب عن زوار الكورنيش، يجيبون عليه بـ«ربّما، ونعم»، ويقول عماد الذي لم يترك الكورنيش أبداً «أتينا الآن إلى الكورنيش، ولكن من يضمن لنا العودة مساءً أو في اليوم التالي، وخوفنا ليس من اليوم بل من اللي بعده». رغم المخاوف لا يغيب الأمل بعودة الكورنيش إلى سابق عهده، إذ يتوقّع بعض «المياومين» على الكورنيش أن يستعيد الشارع حركته العاديّة خلال ساعات.