بعدما استعان الجيش الأميركي في العراق بشركات أمنية تحولت إلى «جيش من المرتزقة»، يبدو أن ثمة حاجة إلى خدمات مجموعات جديدة، وقد تقدم الضابط الأميركي العقيد شارلز وليامسون باقتراح إلى قيادته يطالبها فيه بالاستعانة بقراصنة الإنترنت. واقترح أن يبني الجيش الأميركي شبكة قرصنة تكون جاهزة لمهاجمة كمبيوترات وشبكات الأعداء في أي وقت. وأكد أنه يجب على الولايات المتحدة تطوير استراتيجيات لمواجهة الهجمات الإلكترونية التي يقوم بها القراصنة ضد كمبيوترات الحكومة الأميركية، وفق ما جاء في موقع «سي أن أن» الإلكتروني.
وقال وليامسون «أيام القلاع والحصون ولّت حتى على الشبكة، وعلينا أن نحصّن أنفسنا تكنولوجياً لأنه يجب ألّا ندع أعداءنا يسرحون ويمرحون على الشبكة الافتراضية دون رادع»، وأضاف «لن نبني شبكة قرصنة لاستهداف القراصنة العاديين أو هؤلاء الذي يعبثون فقط، لكننا سنستخدمها في مهاجمة كمبيوترات الأعداء الذين يحاربوننا».
وأثار اقتراح وليامسون جدلاً في أوساط صناعة أمن الكمبيوتر والإنترنت، حول مدى قدرة الحكومة على بناء مثل هذه الشبكات وقدرتها على التحكم فيها.
وقد أدت هجمات إلكترونية نفّذها قراصنة العام الماضي إلى شل شبكات كمبيوتر تابعة للحكومة ولشركات خاصة في دولة استونيا المعروفة بتطور أنظمة الكمبيوتر فيها.
ويعمد قراصنة إلى استخدام أدوات قرصنة تؤدي إلى تعطيل موقع إلكتروني ما، ثم يبتزّون مالك الموقع الذي يريد دفع أي مبلغ للحفاظ على موقعه على الإنترنت ومحتواه.
ويقول ألان بالر مدير معهد أبحاث إلكترونية «قد يعتمد الجيش على مزوّدي خدمة الإنترنت ليغلقوا الشبكات في وجه القراصنة، وذلك أسهل من أن يبني شبكة لمهاجمة الأعداء كتلك التي اقترحها وليامسون»، وأضاف «بالنسبة إلي هذا حل سخيف وغير منطقي لمشكلة لها حلول بسيطة، ذلك لأنك لا تستطيع التحكم في شبكة قرصنة كما ينبغي، فيما يمكنك تعزيز شبكاتك الدفاعية على أيدي خبراء مَهَرة».