ليال حدادبينما كان الإسرائيليون يتحضّرون للاحتفال بـ«بالذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل»، اندلعت الأحداث الأمنية في لبنان، فاشتعلت النقاشات في المنتديات الإسرائيلية. وبعد فترة طويلة من اقتصار النقاش هنا على الحرب ضدّ حركة حماس، وجد الإسرائيليون في المعارك اللبنانية واحتفالاتهم الستينية، فرصة لطرح أسئلة عن مستقبل إسرائيل، وتأثير سيطرة حزب الله على الشارع اللبناني.
هكذا حضرت أحداث لبنان بقوة في المنتديات الإسرائيلية. فهزيمة حزب الله في الداخل ـــ لو حصلت ـــ كانت بطبيعة الحال ستمثّل «نصراً لإسرائيل»، كما أجمع أعضاء هذه المنتديات خلال مناقشاتهم.
ولكن التحليلات والتوقعات الإسرئيلية لم تخلُ من تعارض في وجهات نظر بين المتصفحين، فانقسمت الآراء بين مؤيّدٍ لحرب جديدة على لبنان «لأن 14 آذار لم تعرف كيف تتخلّص من حزب الله، فحان دورنا إذاً لوضع حدٍّ للإرهاب الإيراني»، كما قال أحد أعضاء منتدى Israel forum... وبين مؤكد على ضرورة «ترك لبنان وشأنه، فبعد حرب تموز أصبح حزب الله أقوى من جيشنا» تقول فتاة ملقبة بـMGB في المنتدى نفسه.
وبدت متابعة الإسرائيليين للمعارك في لبنان دقيقة، لا سيّما تصريحات الزعماء. فبعد تصريح السيد حسن نصر الله الخميس الماضي، كانت عبارات الخوف هي المسيطرة على النقاشات، «عندما تحدّث نصر الله علمت أنّ حزب الله سيسيطر على لبنان وتحديداً بيروت، وهذه هزيمة مشابهة لهزيمتنا في تموز»، يعلّق أحد الأعضاء ويدعى بن غوريون.
وكان لافتاً حضور بعض اللبنانيين في عدد من المنتديات، فيقول أحد الأعضاء وقد ادّعى أنه لبناني يعيش في كندا أنّ «حزب الله سرق لبنان»، «وحلمي بالعودة إلى بلد ديموقراطي قد تبخّر»... فما كان من الإسرائيليين إلا أن تعاطفوا معه ووعده أحدهم «بأن إسرائيل ستبذل ما بوسعها لمساعدة الأحرار في لبنان، فالسلام آت آت آت».
وفي المنتديات الإسرائيلية أيضاً كان الأعضاء يحتفلون بذكرى النكبة من خلال إجراء «جردة حساب» على ما حققته إسرائيل خلال هذه السنوات. وتنوّعت الآراء بين مؤيّد لسلام «لعلّه ينفع» وبين مناد بإفناء الشعب الفلسطيني «للسيطرة على الأرض التي وعد بها الله موسى».
لكن تاريخ إسرائيل لم يكن كله مزدهراً بنظر هؤلاء. فعرض أحد الأعضاء في منتدى ISRAEL FORUM صوراً لمجازر كفر ياسين، واللد والرملة مع تعليق «هكذا بنينا دولتنا». وفي تعليق ثان للعضو نفسه، عرض صوراً لمجزرة قانا، ومروحين، خلال عدوان تموز مرفقة بعبارة «وهكذا حافظنا عليها ستين عاماً».