صباح أيّوبفي بيان منذر تصدّر موقع الشبكة الإلكتروني، أوضح القيّمون عليها أنّ كيان «فولتير» مهدد من السلطات الفرنسية التي باتت «تراقب مكالمات العاملين في الشبكة ومراسليها، كما أصبحت تتعرّض أخيراً لعائلاتهم ومعارفهم». ويوضح البيان أنّه «حتى شهر أيار/ مايو الجاري، لم تكن الشبكة قد تعرّضت لأيّ هجوم أو سوء معاملة أو قمع من جانب السلطات الفرنسية»، لكنها تضيف أنّهم «لا يستطيعون أن يعتمدوا على حماية الدولة الفرنسية لهم من الآن فصاعداً» وذلك بعدما أشاروا إلى تلقّي العديد من العاملين لدى الشبكة تهديدات شفهية مباشرة وبمراقبة أقاربهم والأشخاص المحيطين بهم. ويعبّر البيان عن خشيته من امتداد المعاداة الأميركية للشبكة إلى فرنسا وتأثّر السلطات الفرنسية المحلية بالقرارات التي اتخذها جورج بوش في آب الماضي وتقضي بـ«تجريم كل المعادين للسياسة الأميركية في العراق ولبنان»، وعلى إثرها، تمّ تجميد حسابات مصرفية تعود إلى مراسلي الشبكة في منطقة الشرق الأوسط ومنعوا من دخول الأراضي الأميركية.
«شبكة فولتير» التي تأسست عام 1994 في فرنسا، رسمت خطّاً واضحاً منذ تأسيسها حيث أعلنت معارضتها لقمع الحريات الصحافية وهيمنة الرأسمالية العالمية على وسائل الإعلام وسيطرة النفوذ الأميركي على المؤسسات والسياسات الدولية. وقد حصلت على دعم أحزاب معارضة يسارية فرنسية وعالمية، إضافة إلى الجمعيات الأهلية على الساحة الفرنسية حيث أيّدها كبار الفلاسفة والباحثين الفرنسيين اليساريين (مثل بيار بورديو، هنري كايافيه، جيل بيرو، فيليب سولير...)
وقد أدّى اتخاذ الشبكة موقفاً من أحداث 11 أيلول يقول بأنّ الهجمات «حصلت نتيجة مؤامرة أميركية داخلية لا خارجية»، إلى مهاجمتها واتهام رئيسها تييري ميسان بـ«المهووس بنظرية المؤامرة». وواجهت منذ ذلك الوقت صعوبات كبيرة، وخاصة أنّها لم تغيّر سياستها التحريرية لغاية الآن. لكن الخوف اليوم يتعلق بكيانها ووجودها الذي تحاصره اليوم السلطات الفرنسية، متأثرة بسياسات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «المستنسخة» لسياسات وقرارات الإدارة الأميركية.
www.voltairenet.org