بعد هيفا ونانسي وراغب... «العرّاب» يختم موسمه هذا المساء في الـ«داون تاون»، وماجدة الرومي تعود إلى الوسط التجاري يوم الأحد... كلّ الإشارات توحي بأن صيف لبنان سيكون صاخباً
إعداد: فاطمة داوود

عادت الـ Down Town وبيروت نجمة لكلّ الفصول
وكأنّ عصا سحرية لمست الوسط التجاري في بيروت خلال الأسبوع الماضي. هذه المدينة التي اعتادت أن تقوم من «تحت الردم»، نزعت عنها ثوب الحزن، واستعادت بسرعة البرق فرحها وألقها الفني. وعلى رغم حوادث التدافع وحالات الإغماء التي واجهت حفلة هيفا وهبي قبل أيام في الوسط التجاري، ما أدى إلى اعتذار عاصي الحلاني عن الغناء، جاءت الأمسيات التي نظمتها شركة «سوليدير»، والتي اختتمت أمس لتعيد الروح إلى قلب العاصمة، لتعيد الروح إلى «دوان تاون». أمس، كانت حفلة النجم العالمي مسّاري مع رامي عياش ونجمي «ستار أكاديمي» فادي اندراوس وجوزيف عطية ونجوم «سوبر ستار 5». وذلك بعدما غنّى على مدى ليلتين راغب علامة ونوال الزغبي أولاً، ثم فضل شاكر ونانسي عجرم.
لكن قلب العاصمة لن يختتم حفلاته. ذلك أن برنامج «العرّاب» الذي يقدّم مباشرة على شاشة mbc، ضرب موعداً الليلة في التاسعة والنصف، مستضيفاً المطربة اللبنانية نجوى كرم والإعلامي جورج قرداحي في حلقة مميّزة، جهّز لها مسرحاً خاصاً خلف شارع المصارف قرب الحمّامات الرومانية. نجوى كرم ستغنّي لبنان، وجورج قرداحي سيقدم وجهة نظره بشأن الأحداث الأخيرة، ويعلن عن إطلاق برنامجه الجديد «القوة العاشرة».
و«العرّاب» إذاً يريد في حلقته الأخيرة من الموسم الحالي، أن يثبت وفاءه للبنان. انطلق من بيروت وعاد إليها، بعدما اضطر نيشان وفريق إعداد البرنامج لتصوير حلقتين متتاليتين في دبي بسبب الأوضاع الأمنية هنا، واستضاف فيهما محمد عبده ثم أحلام وياسر المصري. إلاّ أن ذلك لم يحل دون إصراره على توديع الجمهور بطريقة لافتة، ويعد المشاهدين بانطلاق موسم جديد، على الأرجح، قريباً.
أما ختام الأسبوع الفني الضخم في قلب بيروت فسيكون مسكاً مع إحياء الفنانة ماجدة الرومي حفلة كبيرة مساء الأحد، وهي الإطلالة الثانية للرومي خلال الشهر الجاري، بعدما حلّت ضيفة على برنامج «العرّاب»، لتتحدث عن الوطن، وتعلن رفضها لاندلاع حرب أهلية جديدة. الرومي التي تربطها ببيروت علاقة متينة، لا تختصر بقصيدة نزار قباني «ست الدنيا» التي قدمتها قبل سنوات، ولا بالحفلة الشهيرة التي أحيتها عام 2005 في ساحة البرج، ستقدم الأحد باقة من أغانيها، وخصوصاً الوطنية منها.
والغناء لن يظلّ حكراً على مدينة بيروت، إذ بدأت مناطق لبنانية استعداداتها لإطلاق مهرجاناتها الفنية، بالاشتراك مع البلديات، بينها مهرجانات عاليه وجبيل. ومن المتوقعّ أن يشهد لبنان سلسلة من المهرجانات الكبرى، في مقدمتها مهرجانات بيت الدين العالمية حيث عقدت لجنتها أمس مؤتمراً صحافياً للإعلان عن برنامجها الفني (راجع الصفحة الأخيرة).
ومع الحديث عن توافد السيّاح العرب خلال الموسم الصيفي إلى لبنان، وازدحام حجوزات السفر، استبشرت بعض الفنادق (بينها «فينيسيا») خيراً بإقامة عدد من الحفلات الغنائية بمشاركة الفنانين العرب.

«الأردن» يراهن على الأسماء... وأخطاء «جرش»

لم ينهِ مهرجان «جرش» عامه الخامس والعشرين على خير، فقد أفل نجمه ــــ بعد الدورة الأخيرة ــــ وربما إلى غير رجعة! ذلك أنّ سوء التنظيم وعدم استقطابه الجماهير ومسائل أخرى أدت إلى إيقافه حتى إشعار آخر، ما أحدث صدمةًَ في الأوساط الثقافية والفنية التي تساءلت عن الدوافع وراء عدم تصحيح الأخطاء وإنقاذ الموقف، وخصوصاً أنّ هذه التظاهرة العريقة تعدّ من أبرز المواعيد العربيّة الصيفية... لكن مجلس الوزراء الأردني لم ينتظر طويلاً ليعلن ولادة «مهرجان الأردن الوطني»، لعلّه يعيد إلى المملكة بريقاً فنياً وثقافياً افتقدته في السنوات الأخيرة (راجع «الأخبار»، عدد 23 نيسان/ أبريل 2008).
اليوم، يراهن «الأردن» الذي يبدأ في 8 تموز (يوليو) ويستمرّ حتى 9 آب (أغسطس)، على أسماء النجوم الذين يضمنون نجاح الحفلات التجارية قبل أي شيء آخر. كما أنه يلبّي رغبة الحكومة في إقامة الحفلات في مناطق أثرية وسياحية متعددّة تلفت انتباه الإعلام العالمي. ويبدو ذلك جليّاً في الجدول الفني الذي حصلت «الأخبار» على نسخة منه.
في الثامن من تموز (يوليو) المقبل ليلة الافتتاح، سيكون الجمهور على موعد استثنائي مع سلطان الطرب جورج وسّوف وإليسا ومغنية الجاز ديانا كرال والفنان الأردني عمر العبد اللات على مسرح «جرش» الأثري، على أن يحيي المهرجان في اليوم التالي ليلة جزائرية مع المطربين فوديل، بيونا، الشاب خالد والأوركسترا الوطنية على مسرح «جرش» أيضاً. أما في 9 تموز (يوليو)، فيلتقي الفنانون فضل شاكر ويارا وهيثم الشوملي في جبل القلعة في عمّان.
ثم تتوالى الحفلات في تموز (يوليو)، مع ليلة غربية تقام ليلة 21 منه، وتجمع مغني الأوبرا العالمي بلاسيدو دومينغو والسوبرانو الأميركية جوليا ميغينيس، على مدرج «جرش». أما في 25 تموز، فيقدّم المغني العالمي اللبناني الأصل ميكا حفلةً على شاطئ البحر الميت، لينتهي الشهر مع الفنانين عبد الله الرويشد وحسين السّلمان في جبل القلعة أيضاً.
شهر آب (أغسطس) سيكون أكثر حرارة. إذ يتوّقع أن يشهد عودة بعض الفنانين الذين غابوا طويلاً عن مهرجانات الأردن. وبعد أن يفتتح فارس الغناء العربي عاصي الحلاني وديانا كرازون الحفلة الأولى في هذا الشهر، في جبل القلعة، يغني في الليلة التالية، السوبر ستار راغب علامة وصوفيا المرّيخ وزياد صالح على المسرح نفسه، على أن يتبعهم في السابع منه كل من محمد حماقي وطوني قطّان ومحمود الخيّاط على المسرح ذاته.
ختام المهرجان الأردني سيحمل مفاجأة كبيرة، لعلّها الأكثر حرارة، مع عودة عمرو دياب إلى أحضان مسرح «جرش» الأثري لإحياء حفلة غنائية ينتظرها كثيرون. وعلمت «الأخبار» أن المهرجان كان قد تفاوض مع فنانين آخرين مثل فنان العرب محمد عبده والمغني المصري تامر حسني، لكن المفاوضات لم تثمر اتفاقات إيجابية.
لا شكّ في أنّ لجنة «الأردن» ستواجه تحدّياً كبيراً لتثبت احترافية في التنظيم وإقامة المؤتمرات الصحافية، كي لا تقع في الثغرات والأخطاء التي أدّت إلى «معاقبة» مهرجان «جرش». وكذلك سيخضع الفنانون لاختبارات النجومية، وخصوصاً أنّ حفلات الأردن الأخيرة عانت كثيراً من المقاعد الشاغرة.

«روتانا» تستعيد أنفاسها وتهجم!
لم تغب شركة «روتانا» عن بيروت، على رغم الصعوبات التي عصفت بلبنان، لكنها جمّدت نشاطاتها الفنية ريثما تنجلي الأمور السياسيّة. مساء اليوم، تنفض الشركة السعودية عنها عباءة الحزن، لتستعيد نشاطها. أما المكان فهو «روتانا كافيه» الذي افتتح بعيد عدوان تموز في الوسط التجاري، ولم يستطع استقطاب الناس بسبب الظروف التي مرّ بها الـ«داون تاون». في مقهى النجوم، سيلتقي أهل الصحافة الفنية عند السابعة مساءً لحضور حفلة توقيع ألبوم الفنان العراقي ماجد المهندس «إنسى».
والمقهى الذي يلتقط أنفاسه، يستضيف مساء السبت أيضاً الفنانة اللبنانية ميسم نحاس التي توقّع ألبومها الجديد «مهضوم» عند السادسة مساءً. وقد صرّح مصدر في شركة «روتانا» أن الأسابيع المقبلة ستشهد حفلات عدّة لتوقيع الألبومات الجديدة. لعلّ أبرزها مع الفنانة البحرينية هند واللبنانيتين باسمة ولورا خليل والإمارتيين سعود أبو سلطان ورويدا المحروقي. وكانت «روتانا» قد أقامت حفلة لأمل حجازي لتوقيع ألبوم «كيف القمر؟» قبل اندلاع الأحداث الأخيرة، في فندق «موفنبيك» لتعذّر تنظيمه في «مقهى روتانا» بسبب الاعتصام.
وقد لوحظ أن سياسة الشركة الإنتاجية تأثّرت بالأحداث السياسية، لكنها لم تلغ تماماً. إذ أطلقت ألبومات عدّة في الآونة الأخيرة، في مقدمتها ألبوم سلطان الطرب جورج وسوّف «كلامك يا حبيبي». لكنها لم تنظم له حفلة خاصة، بل اكتفى الفنان السوري بتصوير حلقة خاصّة في «العرّاب»، سرعان ما تحوّلت إلى حفلة جماهيرية كبرى.
ويبدو أن عودة الاستقرار الأمني إلى بيروت، سيدفع بالشركة السعودية إلى التعويض عن الركود النسبي في استراتيجية إنتاج الألبومات. ولمحة سريعة عن قائمة شهر حزيران (يونيو) المقبل، تكشف عن نشاط فني ملحوظ: في الرابع من الشهر المقبل، يطلق الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله ألبوم «مليون خاطر»، وفي 11 الشهر تقدم غريس ديب ألبومها. ويتبعه ألبوم الإماراتي سعود أبو سلطان في أول ثمرة تعاون بينه وبين «روتانا». بعده، يطّل الفنانان علي بن محمد والإماراتية رويدا المحروقي واللبنانية لورا خليل، ليتكللّ حزيران (يونيو) بالألبوم المنتظر للفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، وخصوصاً أنه عملها الفني الأول، بعيداً من مكتشفها المنتج والمخرج نصر محروس.
وكما في الغناء، كذلك في التلفزيون، عاندت محطة «روتانا موسيقى» الأحداث في بيروت، ولم تتوقف يوماً عن تصوير البرامج الفنية والحوارية، حتى تلك التي أطلقتها أخيراً. ذلك أن «تركيبة هذه المدينة والكفاءات والتقنيات الموجودة فيها، تقدم عملاً احترافياً، لا تجده في أي مكان آخر»، يؤكد عاملون في الوسط التلفزيوني الفني.