ما كان خوفاً في البداية، أصبح يُطبَّق تدريجاً على أرض الواقع. ووثيقة تنظيم البث الفضائي التي تضيّق هامش الحرية على الفضائيات العربية، وتنص على عقوبات إذا «تناولت هذه المحطات القادة والرموز الوطنية والدينية بالتجريح»، بدأت تؤتي ثمارها! بعد الشاشات الدينية، وقناة «الساعة»... أعلنت فضائية «الحوار» العربية التي تبثّ من لندن منذ عام 2006 أن السلطات المصرية أوقفت اعتباراً من مطلع نيسان (أبريل) الحالي بثّ القناة على القمر الصناعي المصري «نايلسات». وأوضحت «أ ف ب» أن السلطات المصرية أبلغت المحطة التي يرأس مجلس إدارتها عزام التميمي، وهو أستاذ جامعي أردني يقيم في بريطانيا ويحمل الجنسية البريطانية، وقف بث إرسالها على «نايلسات» بدءاً من أيار (مايو). ولكنها فوجئت بوقف البث في الأول من الشهر الجاري. وقال مدير البرامج في القناة زاهر بيراوي إن «الفضائية لم تتلقَّ إشعاراً من إدارة القمر الصناعي بنيتها إيقاف البث، ما يتنافى مع الأصول المهنية للتعامل، ويوحي بوجود أسباب غير معلنة لهذا القرار، قد تكون مرتبطة بعدم ارتياح الحكومة المصرية لسقف الحرية المرتفع الذي تعالج فيه «الحوار» مختلف القضايا، وخصوصاً تلك المتعلقة بالشارع المصري».وأوضح عبد المنعم محمود، مراسل القناة في القاهرة، وهو منتمٍ علناً إلى جماعة الإخوان المسلمين، أن المحطة «نخبوية، لا تتبنى اتجاهاً سياسياً معيناً، غير أنها تقدّم برنامجاً بعنوان «أوراق مصرية»، تناول أخيراً مجموعة من القضايا الساخنة، بينها المحكمة العسكرية لأربعين من قادة الإخوان». كما أشار إلى «أن برامج «الحوار» متوازنة، تستضيف شخصيات من الحكومة والمعارضة على حد سواء». يذكر أن المحطة التي تحقق حضوراً مقبولاً في مصر، تعوّل في برمجتها على البرامج الحوارية، وقد استضافت أخيراً معارضين مصريين، وخصوصاً من جماعة الإخوان المسلمين والناصريين.