strong>باسم الحكيم«ستار أكاديمي» لسياسيين وطلاب لبنانيين، من دون «نومينيه» أو تصويت. هذا هو «بيت الحوار» الذي يبدأ عرضه غداً على LBC، معرّفاً المواطن بما يجري حول الطاولات المستديرة، وخلف الأبواب المغلقة... البرنامج سيخرج بوثيقة تفاهم، وينطلق من بيروت ليشمل لاحقاً دولاً عربية
في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، جمع فريق برنامج «خفّف سيرك» على nbn (الثلاثاء 20:30)، المرشّحين لرئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة في «أكاديميّة الرؤساء». طبعاً، كان الهدف من الحلقات التي أعدّها نبيل عسّاف وجيسكار لحّود، هو تقديم مادة ساخرة عن تعاطي السياسيين المرشّحين لموقع الرئاسة، بعضهم مع بعض، أثناء عيشهم تحت سقف واحد، وذلك بنظرة انتقادية، جاءت مُنحازة بعض الشيء لمصلحة الجنرال ميشال عون.في تلك الأثناء، أيّ قبل نحو ستة أشهر، كان يجري الإعداد لفكرة واقعيّة بعنوان “بيت الحوار” وضعتها شركة “كاريزما تي في” بإشراف من صاحبها أيمن زيود وأنتجتها PAC في ثلاث حلقات، تمثّل محطة تجريبيّة على طريق تنفيذ برنامج دوري قائم بذاته. وبينما أعدّت الحلقات ونسّقتها دانيال عبيد ونفّذتها مع رانيا ماجد وأخرجها نينو كيّال، اختيرت الإعلاميّة دوللي غانم لتقديم الثلاثيّة قبل شهرين، أي بعد أربعة أشهر متواصلة من الإعداد المستمر. وتثني دوللي غانم “على الأجواء الإيجابيّة التي سادت بين السياسيين في تعاطيهم مع تلفزيون الواقع خلال الأيّام الثلاثة”.
تُراهن الحلقات الثلاث التي ستعرض تباعاً في سهرة الأحد من كل أسبوع، ابتداءً من مساء غد، على جمع جمهور من أعمار متفاوتة. لعلّ الشباب الذين ملّوا الحوارات السياسيّة الممجوجة وتصريحات رجال السياسة الذين تكاد صورهم لا تغيب عن برنامج حتى تعاود الظهور في آخر... وكذلك الهاربون من نشرات الأخبار المعلّبة، سيتحمّسون لمتابعة التجربة الجديدة التي تجمع نوّاباً وصحافيين وجامعيين في “بيت الحوار” (راجع البرواز). وتشير دانيال عبيد الحاضرة في إعداد البرامج السياسيّة في LBC وmtv منذ سنوات، إلى أنّ “هذه الفكرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي. وسنقدّم للمشاهد ساعة ونصف ساعة مطرّزة ومكثّفة من عشر ساعات هي مدّة التصوير الإجماليّة في اليوم الواحد في “بيت الحوار” الذي جمع المشتركين لثلاثة أيّام متواصلة، ليلاً نهاراً”.
هنا، لسنا في صدد برنامج حواري يقوم على “سين” المقدّم و“جيم” السياسي، بل “على وجود متحاورين من أطياف مختلفة في مكان واحد. ولأن العادة جرت على الإجابة عن الأسئلة المطروحة، لم نأخذ النتيجة المتوخاة منذ اليوم الأوّل بسبب التشنّج الحاصل. إلا أنّ الأمور اختلفت في اليوم التالي وزال التشنج”، كاشفةً عن “حرصنا على اختيار السياسيين المشاركين من فئة الشباب ومن طرفي النزاع في البلد (المعارضة والموالاة)، من دون أن يكون لديهم الحديّة الموجودة عند بعض الأفرقاء من الفريقين”.
وتوضح غانم: “تركنا الحريّة للمشاركين في البرنامج لوضع جدول أعمال اليوم الأوّل. ولأنهم غير معتادين على هذا الجو من البرامج، ولشعورهم الدائم بوجود كاميرات مراقبة، تدخّلنا في اليوم التالي، وأعطينا اقتراحاتنا وتوجيهاتنا”.
ينحصر دور غانم في النقاش والتقويم في الدقائق العشر الأخيرة، في ختام أعمال الجلسات، لمعرفة ما توصّل إليه المجتمعون من قرارات، والنتيجة “تفاهمات مقبولة أثمرتها الجلسات، وتصوّر مشترك للسياسة الداخليّة والأزمات والحلول”. تتحدث غانم عن لجنة خبراء ينحصر دورها في تقويم الأعمال، تضم الدكتور أنطوان مسرّة والسيّدة رينا سركيس. وتشير إلى “أننا طلبنا من النائبين المشاركين مصباح الأحدب عن قوى 14 آذار، وحسن يعقوب عن قوى المعارضة، أن ينقلوا وثيقة التفاهم الصادرة عن جلسات “بيت الحوار” إلى الأطراف السياسيين الذين يؤيدونهما، لعلّها تجد آذاناً صاغية”. وعن الشخصيّة التي تظهر فيها، تقول إن “دوري لن يتجاوز عشر دقائق في نهاية كل حلقة، وأطللت خلالها بشخصيتي المعهودة في البرنامج الصباحي”. إذاً، لا قسوة في التعامل مع المشتركين. “ومع ذلك، لا بدّ من استكمال جدول الأعمال المتفق عليه. وكذلك لا تسميات لاستبعاد أحد المشتركين من البرنامج (Nominee)... ولكن هل وقع المشتركون تحت سطوة الكاميرا، ومثّلوا أنهم متفاهمون أمام الشاشة، بخلاف ما يحدث على أرض الواقع؟ توضح غانم أنه “في أوقات معيّنة، كانت تظهر الكليشيهات عند كل فريق بوضوح. لكنهم، منذ اليوم الثاني، تمكنوا من أن يتعاملوا بعفوية وجدّية”. علماً بأن البرنامج فرض قواعد وممنوعات، يحظر على المشتركين تخطيها أمام الكاميرا. ومن زلّ لسانه في لحظة انفعال، يردعه الزمّور الذي سيخفي عن المشاهدين العبارات الممنوعة، وخصوصاً في ما يتعلق بتبادل الاتهامات.
تبدو دوللي مطمئنة سلفاً إلى نجاح تجربة الحوار والنقاش، “بسبب المثابرة على حسن تنفيذها. كما أن الإعلان الترويجي وحده، كان كافياً لإبداء الناس إعجابهم بالفكرة الجديدة التي سمحت لبعض المشتركين بأن يكشفوا عن مواهبهم، ما خلق جوّاً من الألفة بينهم”. وتشرح أن “البرنامج سيعطي فرصة للمواطن لأن يتعرّف على ما يجري على طاولات الحوار التي تعقد بين السياسيين، من دون أن نعرف كيفيّة سير النقاش، ولماذا النتيجة الدائمة تكون الاتفاق على عدم الاتفاق”. وعلى الرغم من أن الحلقات تجريبيّة، إلاّ أن النتيجة الإيجابيّة، خوّلتها الوصول إلى شاشة العرض. لكن إذا ما اتفق على برنامج دوري، فإن أموراً كثيرة ستتطور.
بعد تحديد موعد عرض الثلاثيّة على القناة الأرضية أوّلاً، هل ستعرض الحلقات على القناة الفضائيّة، وخصوصاً أن الحوار القائم في البرنامج يُعنى بالشأن الداخلي البحت؟ تجيب غانم: “لم تعد مشاكلنا تعنينا وحدنا، في ظل النقاش السياسي المفتوح على الهواء، وبعد تدخّل الجميع في قضايانا، إلى حد تحوّلت السياسة اللبنانيّة إلى مادة دسمة للتجاذبات على الشاشات، وفي المجالس العربيّة والدوليّة”. وترفض أن يكون “بيت الحوار”، صورة مشوّهة لتلفزيون الواقع، “بل هو نموذج جيّد ومبشّر، لأن متابعة مثل هذه الجلسات المفتوحة أمر مسلٍّ ومفيد، وكذلك أن تعيش مع السياسيين والصحافيين والطلاب ثلاثة أيّام”، يأكلون، ويشربون ويمارسون نشاطاتهم اليومية، حتى لو لم يناموا في “الأكاديمية”، لأسباب أمنية.
وتكشف عبيد أن البرنامج “إذا تطور واستُكمل لاحقاً، فلن يكون معنيّاً بقوى فريقي 8 و14 آذار، بل سيُعنى أكثر بالشأن العربي. كما أنه لن يقتصر على القضايا السياسيّة فقط، بل سيمتد ليتناول قضايا اجتماعيّة وثقافيّة، وربّما دينيّة... لكن كل هذا مرهون بردود فعل الجمهور، وكيف تتطوّر الأمور بين فريقي الإنتاج”.

غداً 22:00 على LBC


نجومٌ وخبراء
يبدو أن LBC قررت أخيراً تبنّي سياسة التنويع، أكثر من السابق. وبعدما أطلقت قبل ثلاثة أسابيع البرنامج الاجتماعي “أحمر... بالخط العريض” مع مالك مكتبي، وأتبعته الأسبوع الماضي ببرنامج المنوّعات “الليلة ليلتك” مع فرقة “حكي نسوان”، تطلق مساء غد الـ“توك شو” الواقعي “بيت الحوار”.
والمحطّة التي اهتمت طويلاً ببرامج تلفزيون الواقع، انطلاقاً من “ستار أكاديمي” الذي تقدّم حاليّاً الموسم الخامس منه، إضافة إلى انتخابات ملكات جمال لبنان، ثم “الوادي” وسواها من البرامج... ها هي تدخل السياسة إلى صلب تلفزيون الواقع، من خلال ثلاث حلقات تجريبيّة، يشارك فيها كلّ من النائبين مصباح الأحدب وحسن يعقوب، والصحافيين سليمان تقي الدين، وفيرا يمين، ومحمد سلام والصحافي الأميركي المقيم في لبنان مارلن ديك، ورجل الأعمال وسيم هنود. إضافة إلى الجامعيين أيمن السيّد (تيار المستقبل)، حسام كوثراني (حيادي)، صادق عواد (الحزب التقدمي الاشتراكي)، مارك ساسين (التيار الوطني الحرّ). كما تستقبل كل حلقة ضيوفاً من اتجاهات مختلفة، بينهم المحامي زياد بارود، إيلي الحاج نجل العميد الشهيد فرنسوا الحاج، والخبيرين في علم الحوار وتقنياته واتخاذ القرار فايز حلو ورولان نجم.
وتؤكد دانيال عبيد محليّة فكرة البرنامج الذي صوّر في المبنى المخصص لبرنامج “ميشين فاشن” في استديوهات كفرياسين في LBC (حيث يصوّر اليوم “ستار أكاديمي”). وتشير إلى أنّ أيمن زيود، صاحب شركة Carisma TV، “لم يقصرها بطبيعة الحال على الحوار السياسي، بل ستمتد إلى قضايا أخرى تهم المواطن اللبناني والعربي”. وتشدد على أنّ “ما سيراه المشاهدون ليس أفضل ما لدينا”، مذكّرة: “نحن اليوم نقدّم حلقات تجريبيّة”.