خالد صاغيةأعلنت شركة «سوليدير» أمس أنّ «الخبر الذي يتردّد مؤخّراً في بعض وسائل الإعلام عن موضوع هدم مبنى الكنيس اليهودي ماغن إبراهيم الواقع في منطقة وادي أبو جميل ــ وسط بيروت هو خبر عارٍ تماماً عن الصحة». من حقّ شركة «سوليدير» أن تنفي طبعاً الخبر الذي تتداوله، وتكاد تؤكّده، كل الأوساط المعنيّة. المفاجأة ليست هنا. إنّها في تتمّة بيان الشركة العقارية التي وضعت يدها على وسط المدينة، إذ يرد فيه: «إنّ المحافظة على الكنيس اليهودي تدخل في إطار مشروع إعادة إعمار وسط بيروت الذي يتضمّن في عناوينه الرئيسية المحافظة على أماكن العبادة لمختلف الطوائف، وكذلك على المباني التراثية والمواقع الأثرية».
إذاً، ولمن لم ينتبه، يدخل الحفاظ على المباني التراثية والمواقع الأثرية في صلب مشروع إعادة إعمار وسط بيروت. أمّا المباني التي لم تقوَ عليها الحرب الأهليّة، والتي أنجزت جرّافات السلم الأهلي عليها، فلا علاقة لسوليدير بها. كذلك ليس للشركة العقارية الحريصة على «أن يبقى قلب العاصمة رمزاً لتلاقي جميع اللبنانيّين من مختلف الأديان والطوائف والمذاهب»، أيّ شأن في جرف المواقع الأثريّة، أو في التنقيب عن آثارنا بواسطة «علماء» يحسن بعضهم ركوب الجرّافات أكثر ممّا يتقنون الأصول العلميّة للحفريات.
لكن، من تراه ينظر إلى الوراء ليسأل عن كنوزنا التراثيّة، ما دامت الحكومة منكبّة على إدخالنا في العصر... الأميركيّ.