جيلبرتو جيل وليز ماكومب وظافر يوسف...تونس ــ حسان طاهري
ينطلق، مساء اليوم، في تونس مهرجان «جاز في قرطاج» ببرنامج غنيّ يضعه بين أبرز المهرجانات الخاصة بهذه الموسيقى في الوطن العربي. فالمهرجان يستهلّ موسمه بتكريم «العبقري» الراحل راي تشارلز، في حفلة لموسيقي البلوز البلجيكي مارك لولانغ وفرقته. إنّها الدورة الرابعة لهذا الحدث الموسيقي الاستثنائي الذي تنظّمه «تونيزيانا» منذ 2005. وقد استضاف في دوراته السابقة أسماء كبرى، وأخرى أقل رواجاً، تنتمي إلى المدارس المتنوعة التي شكلت جذور الجاز أو تفرعت منه. نذكر بينهم أنور براهم، برباره هاندريكس، ستيف كولمان، جوليان لورو، عبد الله إبراهيم، ديدي بريدجووتر، آل دي ميولا... وغيرهم من الرموز التي تصنع الجاز العالمي اليوم.
في دورته الرابعة هذه السنة، يتابع «جاز في قرطاج» تطوير برنامجه، مستفيداً من الخبرة التي اكتسبها، ليقدّم سلسلةً من الحفلات (تستمرّ حتى 19 الشهر الجاري)، تُضاعف أهميته بشكل ملحوظ نسبة إلى السنوات السابقة: من البرازيل، يستضيف المهرجان الفنّان الملتزم المغني جيلبرتو جيل (عيّنه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا وزيراً للثقافة عام 2003). وجيل يمثّل الحالة الموسيقية في بلاده بفضل مسيرته الحافلة بالتنقّل بين ثقافات موسيقية محلية (بوسا نوفا، سامبا...) وعالمية (جاز، بوب، ريغي...). ويلتقي جيل مع مغنية الجاز الشهيرة البرتغالية ماريا خواو التي تقدم أيضاً حفلةً خاصةً مع مواطنها عازف البيانو ماريو لاغينيا.
وبعد الأجواء اللاتينية، تحضر موسيقى الغوسبل ممثلةً بالديفا الأميركية ليز ماكومب، كما يقدّم عازف الغيتار الإسباني خوان مانويل كانييثاريس أمسية فلامنكو، ليعود من بعده البرنامج إلى عنوانه العريض مع الأميركي ويليام باركر، عازف الكونترباص المخضرم، وأحد طليعيّي الجاز الحر في سبعينيّات القرن الماضي.
كما يفرد «جاز في قرطاج» فسحة للفنانين التونسيين ذوي الشهرة العالمية، إذ يستضيف هذه السنة ظافر يوسف الذي فتح آفاق التراث العربي ــ الإسلامي على الجاز والموسيقى الإلكترونية. وقد حلّ عازف العود والمجوِّد المجدِّد، خلال الشهر الماضي، ضيفاً على بيروت. وتحت مظلة الجاز أيضاً، أدرج منظمو المهرجان التونسي الأغنية الإيطالية العريقة، متمثلةً بحامل رايتها منذ أكثر من نصف قرن جينو باولي. ولمحبي الأغنية الحماسية المتعددة المكونات حصتهم مع المغنية البلجيكية داني كلاين أو المعروفة أكثر باسم مشروعها الشهير فايا كون ديوس.
وإذا كان المهرجان قد أفرد حيّزاً لتيارات لا علاقة لها بالجاز، فلا بد إذاً من الاستماع إلى المحافظين على جذوره القديمة، أي البلوز. وفي هذا الإطار، يقدّم الموسيقي الجزائري الأصل عمر صاندي أمسيةً تجمعه بمغنية السول والغوسبل (والجاز والفانك أيضاً) الأميركية ليز دوبي. كما يتابع البلوز حضوره مع عازف الغيتار والمغني الأميركي فاستي جاكسن، ويمتزج بالغوسبل وموسيقى الروك في أمسية المغنية شاري ويليامز.أما اللقاء مع الجاز الأوروبي الحديث، فيحمل توقيع ثلاثي توم هونينغ من هولندا (يعرفه اللبنانيون من خلال تجربته مع المغنية ريما خشيش)... كما يقدّم في السياق عينه عازف البيانو الفرنسي غيّيوم دو شاسي، أمسية يزاوج خلالها مدارس الموسيقى الكلاسيكية الحديثة بالجاز في عزف منفرد. وبعد الجاز اللاتيني والأميركي والأوروبي، تكتمل الحلقة مع الأفرو ــ جاز الذي يمثّله سيغي فينكل وفرقته. في الختام، تقدم فرقة «افتكاسات» المصرية الشابة حفلة تشارك فيها عازفة الفيولون التونسية ياسمين عزايز.
www.jazzacarthage.com