strong>باسم الحكيمبعد شهر على حرب البيانات بين تلفزيون لبنان و«نيو لوك بروداكشن»، لم تنتهِ قضيّة «الدنيا هيك» فصولاً، بل انتقلت إلى المواجهة القانونية... لكنّ التصوير جار في استديوهات LBC، والمحطة تعدُ بعرضه في شباط (فبراير) المقبل. فهل ينتهي النزاع ودّياً، كما تأمل الشركة المنتجة؟

هل سيستمر تصوير النسخة الجديدة من مسلسل «الدنيا هيك»، بعدما وعدت LBC بعرضه في شباط (فبراير) المقبل، أم توقفه يدّ القضاء؟ ثم هل تمكّن صاحب الشركة المنتجة بودي معلولي من التوصّل إلى نقاط تلاقٍ واتفاق مع إدارة التلفزيون الرسمي المتمثّلة برئيس مجلس إدارته إبراهيم الخوري؟ وخصوصاً أنّ معلولي تحدّث عن مساع إيجابية، ستثمر حلاً يرضي الأطراف جميعاً، بدءاً بالشركة المنتجة وأبناء الراحل، مروراً بالمحطة التي شاركت في الإنتاج (LBC)، وصولاً إلى «تلفزيون لبنان» الذي ما زال يعيش على أمجاد «الدنيا هيك» وسواه من برامج الحقبة الذهبيّة للدراما اللبنانيّة...
الحكاية التي صار عمرها شهراً، بدأت مع إعطاء الضوء الأخضر لانطلاقة عمليات التصوير في 18 آذار (مارس) الماضي، وباتت اليوم في قبضة المحامين. ويفضّل آلان بولس، أحد المسؤولين في شركة «نيو لوك بروداكشن» عدم التعليق لأن «الحل آتٍ قريباً». وهو مرهون بالنتيجة التي ستسفر عنها اجتماعات المحامين، بينما يتوقع كميل معلولي، شقيق صاحب الشركة، وأحد المسؤولين فيها «خيراً... لأن الأجواء تبدو إيجابيّة ومبشّرة».
استثمار نجاح «الدنيا هيك» وشخصياته ليس وليد اللحظة، لأن محمد شامل وبعده ابنه يوسف، كتبا شخصيات مستمّدة من الشخصيات الرئيسة في برامج كوميديّة مختلفة من بينها «حي الموزاييك» (كتابة محمد شامل لمصلحة تلفزيون «الجديد»). ثم حلقات إذاعيّة كتبها ابنه يوسف شامل لمصلحة إذاعة “صوت الشعب”، أبرزها «علّوش وجولييت» بمشاركة رنده قرانوح. وتبعت ذلك موافقة الراحل توفيق الباشا وورثة محمد شامل على أن يغني غسّان الرحباني مع فريق «فور كاتس»، أغنية البرنامج.
ويكشف مصدر في تلفزيون لبنان أنّ إدارة المحطة لم تتحرّك للمطالبة بالحقوق المفترضة، إلّا بعد تلقي رئيس مجلس الإدارة إبراهيم الخوري دعوةً لحضور مؤتمر إطلاق النسخة الجديدة. وإذا به يسارع للاتصال بمكتب الشؤون القانونيّة لملاحقة الموضوع. في هذا الوقت، اكتفت المؤسّسة الرسميّة بإصدار البيانات المعترضة على إنتاج نسخة جديدة من «الدنيا هيك»، بينما لا يزال الخوري يمتنع عن الرد على اتصالات الصحافة. ويُبرَّر هذا الاعتراض، بعدم أحقيّة الشركة المنتجة استخدام الاسم والشارة وموسيقى الجنريك التي وضعها توفيق الباشا، على اعتبار أن العمل ملك لها، بناءً على عقد موقّع مع الكاتب الراحل محمد شامل. علماً بأنّ الولاية الثالثة للخوري تنتهي في الأسابيع المقبلة، ليكلف بملف الإدارة بعده نقولا أبو سمح، وهو من أعضاء مجلس الإدارة، حسب تأكيد هذا المصدر.
من جهتها، رأت شركة «نيو لوك بروداكشن»، أنّها هي من بات لها الحق في إنتاج البرنامج، بعد شرائها الحقوق من الورثة الشرعيين للراحل. وأعربت عن حرصها على احترام الملكية الفكرية والأدبيّة للمسلسل، وذلك تنفيذاً لأحكام المواد القانونيّة المرعية الإجراء.
وبينما تتحفّظ المحامية ندى تلحوق التي تتابع الملف القانوني لبرنامج «الدنيا هيك» عن التعليق، تذهب إلى حد تحميل المسؤولية لكل صحافي يكتب عن موضوع يتعلق بالقضية من دون الرجوع إليها. أمّا المحامي زياد أسود، المعني بمتابعة ملف البرنامج من جهة الشركة المنتجة «نيو لوك بروداكشن»، فيقول: «نحن نتابع الأمور مع الوكيل القانوني في التلفزيون ندى تلحوق، ومع وزير الإعلام غازي العريضي. وستأخذ الأمور مجراها الطبيعي من دون إشكالات...».
وعن احتمال إيقاف تصوير البرنامج في الأيام المقبلة، ينفي أسود هذا الاحتمال: «لأن القضية ستنتهي في غضون أسبوع على الأرجح».
وفي وقت خرج فيه الموضوع من التداول بين أطرافه المعنيين، ما زال يوسف شامل حتى ظُهر يوم الجمعة الفائت، بعيداً من كل التطوّرات، على اعتبار أنّ النزاع تحوّل إلى مواجهة قانونية. ومع ذلك، يحتفظ بحقّه من إرث والده محمد شامل. ويوضح: «لدى التحدث عن أزمة «الدنيا هيك»، نعود بالزمن 33 عاماً إلى الوراء، وتحديداً عندما بدأ «تلفزيون لبنان» بعرض الحلقات. يومها كان التلفزيون في جزء كبير منه موزّعاً كأسهم تجاريّة، وعلى رأس إدارته الوزير السابق شارل رزق، ولم تكن الدولة تمتلك كل الأسهم كما هي الحال اليوم». وذكر بأنّ «التعاقد مع المؤلفين، كان يجري بصورة شفهية لا خطيّة، بمعنى أنّ ليس هناك أوراق تعاقديّة بين محمد شامل ككاتب ومنتج منفذ للعمل، وبين التلفزيون بشأن البرنامج». ويفترض شامل أنّ للتلفزيون الحق في الملكيّة الفكريّة للبرنامج، «لكن هذه الملكيّة تنتهي حكماً بعد عشر سنوات بحكم القانون، وتعود تلقائيّاً إلى ورثته». ويذكر أنّ «تلفزيون لبنان» وصل متأخّراً، «ولا حق لأحد الادعاء بملكيته لفكرة «الدنيا هيك»، كما بقيّة أفكار والدي... لأن محمد شامل، أجرى وكالة باع فيها لشقيقي ناجي شامل جميع ما كتبه في التلفزيون والإذاعة والمسرح عام 1989». ويضيف شارحاً: «الفكرة الأدبيّة تعود إلينا، ويمكننا بيعها ساعة نشاء». ويكرر «لا أوراق بين محمد شامل والتلفزيون بل اتفاق شفهي، والاتفاق المكتوب الوحيد بين شامل وريمون جبارة، رئيس مجلس الإدارة يومذاك، هو بشأن برنامج «الدنيا لمين»». ويتوجّه شامل بالسؤال إلى رئيس مجلس إدارة التلفزيون، «في ظل عدم وجود اتفاقات مكتوبة، ما هو الأمر الذي يطلب منا الخوري أن نعترف به، بعد مرور 25 سنة على انتهاء عرض آخر حلقات «الدنيا هيك»؟». ويكشف شامل الابن: «دعاني الخوري إلى الاجتماع بمحامي «تلفزيون لبنان»، لكن الفصل بيني وبينهم هو بالأوراق، فهل معهم أوراق تفيد ملكية التلفزيون لأعمال شامل منذ «يا مدير»، و«فانوس جحا»، و«مسرح أبو الريش»؟ حتى مع تلفزيون «الجديد»، كان والدي حريصاً على عدم التنازل عن الفكرة الأدبيّة لحلقات «حي الموزاييك»، وهذا ينطبق على كل أعماله ونصوصه المكتوبة والمصوّرة ».


كوكو وعلّوش في أدماالصامدون الخمسة من النسخة الأولى، آمال عفيش بشخصية شويكار، زياد مكوك وشخصيّة خردق، يوسف فخري بدوره كوكو، ويوسف شامل في شخصيّة علّوش، يحرصون على أن يكونوا أول الواصلين، وخصوصاً أنّ معظمهم غائب عن الدراما التلفزيونيّة بشكل شبه كامل منذ سنوات. ويدرك الممثلون الشباب الذين حلّوا بديلين للراحلين، وأولئك الذين لم يساعدهم وضعهم الصحي على استكمال المشوار، مسؤولية ما ينتظرهم. من هنا، يسارعون إلى مطالبة الجمهور بعدم عقد المقارنة. ويشير أبو سليمان إلى أن «العمل سيحافظ على روحه، مع إضفاء اللمسة المعاصرة في المكان، ومع إجراء تعديلات طفيفة على الشخصيّات البديلة، من دون تقليد الشخصيّات السابقة، مع أننا سنراعي التشابه شكلاً ومضموناً للشخصيات القديمة». يتخوف أبو سليمان من نتيحة الامتحان، لكنه يطمئن نفسه بنتيجة جيّدة لعمله ككاتب، وينقل عن يوسف شامل الذي كان خائفاً من نتيجة الحلقات الجديدة، رضاه التام «عمّا كتبته بالأسلوب السهل الممتنع، وكذلك من LBC التي رفضت أن يشاركني أحد في كتابة الحلقات». وكما ذكرنا سابقاً، يشارك في النسخة الجديدة غسان الرحباني، وبيتي توتل، وريمون صليبا، وليال ضو...