باريس ـ بسّام الطيارةباريس حزينة اليوم فقد غابت عن «مدينة النور» إحدى أقدم صحفها. حيث لن يهرول موظفو مكاتب البورصة ولا الطلّاب ولا السياسيون لشراء «صحيفتهم الورقية المفضلة» من أكشاك الصحف. والسبب: عمّال الـ«لو موند» مضربون. إضراب «لوموند» هو بحد ذاته خبر، وقد شغل الوسائل الإعلامية الأخرى كما النقابات. إذ هي المرة الأولى التي يضرب فيها عمّال الصحيفة لأسباب داخلية بحتة.
هكذا نزلت الصحيفة العريقة إلى «سوق العمل» لتصطف ليس فقط مع وسائل الإعلام الأخرى، بل في صف «الشركات التجارية»، وليقف صحافيوها في طابور العمال الذين يطالبون بحقوقهم. سبب الإضراب الذي أقر في جلسة نقابية صاخبة هو قرار صرف ١٣٠ «عاملاً» والمطالبة بعدم بيع عدد من المجلات في إطار «خطة عمل جديدة لزيادة ربح المؤسسة». والواقع أن مؤسسة «لوموند» تعيش أياماً صعبة منذ حوالى خمس سنوات. وتقول بعض المصادر إن وصول «ألان مينك المفكر الذي يريد أن يكون مستشاراً مالياً» كان وراء «غابة المتاهات التجارية» التي دخلتها الصحيفة الشهيرة. وكان مينك قد عيّن رئيس مجلس مراقبة الصحيفة الذي أنشئ بناءً على رغبة مجموعة مموّلين «أنقذوا» الصحيفة حسب البعض «وأسهموا في إغراقها بالديون» حسب البعض الآخر. وقد بدأت «ثورة المحررين» منذ حوالى ٤ أشهر، حين رفضت جمعية المحررين التجديد لرئيس التحرير جان ماري كولومباني، ولأعضاء مجلس المراقبة وانتُخب رئيس تحرير جديد طُلب منه إعادة ضبط مالية الصحيفة. والإضراب اليوم هو للاحتجاج على قسوة خطة العمل الجديدة تلك. وتعدّ جريدة «لوموند» 1600 موظف. وسجلت المجموعة في 2007 خسائر بقيمة 20 مليون يورو، فيما تبلغ ديونها 150 مليون يورو. وتنص الخطة على إلغاء 130 وظيفة من أصل 600 في شركة نشر لوموند، من بينها 85 إلى 90 صحافياً أي ربع هيئة التحرير.