strong>هذا الموسم، سيكمل «الدالي» رحلة الانتقام مستعيناً بعزت أبو عوف ووفاء عامر. وفي «باب الحارة»، سيزفُّ «أبو شهاب» على جومانة مراد... لكن مهلاً، دراما الأجزاء لم تربح جميعها معركة الاستمرارية: أسامة أنور عكاشة لم يحظَ بعد بدعم لـ«المصرواية»، وحسين فهمي لم يحسم أمر «الرجال عائدات»
محمد عبد الرحمن
قبل بدء رمضان 2007، قال المنتجون إنّ الموسم المنصرم سيعيد دراما الأجزاء إلى الواجهة. وراهنوا وقتئذٍ على فرض حضور هذه المسلسلات في ساحة الإنتاج، مع انطلاق تصوير «الدالي» و«المصراوية» في القاهرة، «وباب الحارة» في دمشق. يومذاك، اعترف صنّاع هذه الأعمال بأنّهم يواجهون اختباراً صعباً حتى يثبتوا أنّ مسلسلات الأجزاء ما زالت قادرة على المنافسة. ذلك أنّ الجمهور اعتاد في السنوات الأخيرة أن تنتهي الأعمال الدرامية بعيد حلول هلال العيد. أضف إلى ذلك أنّ المسلسلات الطويلة مثل «ليالي الحلمية» و«المال والبنون» و«زيزينيا» واجهت مشاكل عدة تتعلق بالإنتاج أولاً، ثم موافقة النجوم على استمرار مشاركتهم فيها.
ثم انتهى رمضان 2007 مع نجاح هستيري للجزء الثاني من «باب الحارة» وانتشار جيد لـ«الدالي» مدعوماً بجاذبية نور الشريف. ما سهّل مهمة بعض الأجزاء التي تُحضَّر لرمضان 2008، بينما تعاني مشروعات أخرى عراقيل، قد تعوق استمرارها. وسط كل ذلك، كان طبيعياً أن تمثّل العلاقات بين الممثلين، وخروج ودخول وجوه جديدة إلى أي عمل فني، مادة جذب، يروّج لها المنتجون حتى يضمنوا اهتمام المشاهد بما سيقدمون بعد أشهر.
والبداية مع مسلسل «الدالي» الذي تعيد mbc عرضه حالياً: جاء نجاح الجزء الأول ليشجع المنتج محمد فوزي والفنان نور الشريف على اعتماد فكرة تقديم الجزء الثاني باكراً، على رغم أنّ أحداث الجزء الأول انتهت بشكل قد لا يتطلّب استكماله درامياً. وبما أنّ رحلة انتقام سعد الدالي ممن قتل ابنه وحاول اغتياله لم تكتمل بعد، أنهى المؤلف وليد يوسف كتابات الأحداث انطلاقاً من هذه النقطة. وقد بدأ تصوير بعض المشاهد في القاهرة، في انتظار السفر إلى لندن خلال أيام، لإنهاء تصوير المشاهد خارج مصر أولاً، قبل العودة إلى مصر لاستكمال ما بقي من لقطات.
وبخلاف ما حدث العام الماضي، اختارت الشركة المنتجة هذه المرة السرية، بعدما أصبحت الوجوه التسعة التي قدمها نور الشريف العام الماضي معروفة عند المشاهدين. وما تسرب من تفاصيل حتى الآن، ينحصر في دخول وفاء عامر على الخط، لتؤدي دور زوجة سرية لفوزي الدالي (صلاح عبد الله) الذي لقي حتفه في نهاية الجزء الأول. وذلك، بعدما أنقذ العائلة من الموت، واعترف بأنه شارك في التخطيط لجريمة اغتيال سعد ونجله حسام التي انطلقت منها أحداث المسلسل.
بينما يقدم عزت أبو عوف شخصية رجل أعمال يهودياً، يغار من سعد ويعجب به في الوقت نفسه. وتشتد المنافسة بين الرجلين، بعدما يتقابل المصريون والإسرائيليون في الأسواق العالمية إثر توقيع اتفاقية السلام. أمّا خالد الدالي (أحمد صفوت)، فيقيم خارج مصر تحسّباً لانتقام سعد الدالي منه. ويدخل الوزير ناصف مدكور السجن. ويمد الدالي الكبير يده لمساعدة ابنته إيناس، على رغم أنها خطفت خالد الدالي من هبة سعد الدالي وتزوجته سراً، قبل أن يرتكب خالد جريمة إحراق عائلته. وتختفي شخصية الزكي باشا (أسامة عباس) من أحداث الجزء الثاني، ليستمر حفيده في التحالف ضد الدالي الذي تزداد قوته في السوق، على رغم انشغاله بالانتقام من أعدائه.
وفي خط مغاير، يواجه مسلسل «المصراوية» مشكلات عدة، تهدد استمراريته. وعلى رغم الحملة الإعلامية الضخمة التي رافقت انطلاق الجزء الأول على شاشة «دبي»، تبدّلت الأمور كثيراً عندما حان وقت الإعداد للجزء الثاني. قد يعود السبب أولاً إلى عدم تحقيق العمل الأثر المرجوّ. لكن قناة «دبي» خرجت من اللعبة، ليتردّد أن محطة «الراي» الكويتية تحمست للمهمة. ثم جاءت الأزمة الصحية التي تعرض لها الكاتب أسامة أنور عكاشة لتخفّف من حدة الاهتمام بالمسلسل. إذ لم ينته حتى الآن من كتابة حلقات الجزء الثاني، ما انعكس على نشاط بقية أفراد العمل: المخرج إسماعيل عبد الحافظ يدير حالياً في بلاتوهات مدينة الإنتاج الإعلامي دفة مسلسل «عدى النهار»، وهشام سليم يصور «البديل» مع شركة «عرب سكرين» (المنتجة لـ“المصراوية”)، أما غادة عادل، فتقف أمام كاميرا مجدي أبو عميرة في مسلسل «قلب ميت».
على الخط نفسه، يطل مسلسل «الرجال عائدات». إذ نشرت الصحف أخباراً متتالية عن استعداد الفنان حسين فهمي لبدء تصوير الجزء الثالث من سلسلة، لا تحمل اسماً واحداً، بدأت مع «يا رجال العالم اتحدوا»، ثم «النساء قادمون». وحظي الجزءان بمشاهدة جيدة على الفضائيات، على رغم مرور عشر سنوات تقريباً على إنتاج الجزء الثاني. ويعد العمل من الأنجح تلفزيونياً لحسين فهمي وللسينارست عاطف بشاي الذي يبدو أنه بحث في أوراقه القديمة، بعدما تعرض لإخفاقات متتالية في «السندريلا» و“عمارة يعقوبيان” (المسلسل). وعلى رغم اختيار محمد عبد العزيز مخرجاً للجزء الثالث بعد رحيل حسن بشير، المخرج الأول للمسلسل، لم تدخل الخطوات التالية حيز النفيذ، وخصوصاً في ما يتعلق باختيار فريق العمل، لكون بطلة الجزء الثاني كانت هالة فاخر التي انسحبت من مسرحية «زكي في الوزارة» اعتراضاً على تدليل حسين فهمي لزوجته لقاء سويدان. وهذه الأخيرة كانت تؤدي دوراً ثانوياً في أحداث المسلسل، فهل يبتسم لها الحظ وتحصل على البطولة خلفاً لفاخر وإسعاد يونس (بطلة الجزء الأول)؟ إجابة برسم بدء التصوير، وهو أمر مستبعد في المرحلة الحالية نظراً لانشغال «الواد التقيل» بمسلسل «وكالة عطية».
ومن القاهرة إلى دمشق، حيث لا يكاد يمر يوم من دون تسريب خبر عن تغييرات الجزء الثالث من «باب الحارة». وبعدما هدأت الضجة التي أثيرت حول إعلان وفاة أبو عصام (عباس النوري) مع بداية أحداث النسخة الثالثة، أعلنت تاج حيدر (جميلة) انسحابها من العمل اعتراضاً على دورها في الجزء الثالث الذي سيبدأ بجنازة والدها. والمفارقة أن حيدر وعباس النوري، يشاركان على التوالي في بطولة مسلسلين عن البيئة الشامية هما «أهل الراية» و“أولاد القميرية”. كما روّجت جومانة مراد بشكل كبير لانضمامها إلى أسرة «باب الحارة» في دور زوجة سامر المصري «أبو شهاب». ودخل المسلسل ومخرجه باسم الملا تحدياً متعدد الجبهات لتحقيق النجاح في الجزء الثالث. وهو أمر بات على المحك بعد انسحاب عباس النوري من جهة، وكثرة المسلسلات التي تدور في البيئة نفسها من جهة أخرى.


strong>«تامر وشوقية» يفترقان؟
إذا كان استمرار مسلسلات الأجزاء الكوميدية أمراً منطقياً، ما دام الجمهور يلتف حولها موسماً تلو الآخر، فقد جاء ظهور الجزء السادس عشر من «طاش ما طاش»، والجزء الثالث من «راجل وست ستات»، ليؤكد نجاح هذه التجربة. بينما اختلف الأمر تماماً مع الجزء الثالث من «تامر وشوقية». وعلى رغم الإعلان عن حل مشكلة الأجور لكل أبطال المسلسل، وفي مقدمتهم أحمد الفيشاوي ومي كساب، والموافقة على زيادة تقدر بـ30 في المئة من الأجر الذي حصلوا عليه في الجزء الثاني، جاء فيلم «إتش» ليوجه طعنة قوية للمسلسل. السبب؟ بطل الفيلم أحمد مكي (هيثم في «السيتكوم»)، وهو العنصر البارز في نجاح «تامر وشوقية»، وقد رفض الظهور مجدداً بالشخصية نفسها على شاشة التلفزيون. وذلك بعدما حصل على البطولة المطلقة سينمائياً في الفيلم الذي سيعرض في الصالات خلال موسم الصيف المقبل. بالتالي، لا يريد مكي «حرق» الشخصية في رمضان 2008، وخصوصاً أن التعاقد مع أبطال «تامر وشوقية» لم يتضمن ما يحمي حق المسلسل من استغلال الشخصيات التي عرفها الجمهور من خلاله. وتشارك إنجي وجدان، خطيبة هيثم في «تامر وشوقية»، بطولة الفيلم الذي أوشك أحمد الجندي على إنهاء مهمة إخراجه. بالتالي، بات من الصعب استمرار «تامر وشوقية» من دون أحمد مكي، وإن العثور على بديل أشبه بالمهمة المستحيلة... وها هو مصير الجزء الثالث معلق.