منار ديبالإعلام السوري الرسمي حازم في علمانيته، وهو من هذه الزاوية يحافظ على الفضاء العام المشترك الدنيوي والزمني، كما يفصل عملياً الدين عن الدولة، لا عن المجتمع. فالتلفزيون السوري هو التلفزيون العربي الحكومي الوحيد الذي لا يوقف البرامج لبث الأذان، وهو الأمر الذي تقوم به حتى تونس البورقيبية. كما أنه لا ينقل صلاة الجمعة أسوة ببقية القنوات كما تفعل حتى قنوات ترفيهية كـ «روتانا».
في المقابل، لا تكف قناة «الشام» الخاصة عن بث كليب أنشودة «رسول الله لا يرضيك هذا الحال للعرب» التي تأتي في سياق مواجهة حملة الرسوم الدنماركية. وهي من تأليف وألحان وأداء المنشد الشهير أبو الجود (محمد منذر سرميني) ذي الماضي الأصولي، والكليب من إنتاج شركة Idea Media وبرعاية شركة سيراميك وشركة تجارية وجريدتين إعلانيتين في سوريا. كما اعتادت القناة السورية التي تبث من مصر عرض أحاديث دينية قديمة للشيخ النجم الدكتور محمد حبش النائب في مجلس الشعب السوري. أما «الدنيا» فقد بثت حفلة أقيمت في مناسبة المولد النبوي، شارك فيها علماء مسلمون ورجال دين مسيحيون (منهم المطران إيسيدور بطيخة) وضمّت كلمات وأناشيد ومولوية. وكانت قبل فترة قد عرضت تسجيلاً كاملاً لخطاب (معتدل) للشيخ أحمد بدر الدين الحسون مفتي الجمهورية أمام البرلمان الأوروبي. بينما استمرت في بث المزيد من الأغنيات المصوّرة المكوّنة من مشاهد الدمار والصور «الفضائحية» لزعماء الاعتدال العرب مع قادة أميركيين وإسرائيليين، كان آخرهم العاهل الأردني عبد الله الثاني باللباس العسكري برفقة الرئيس الأميركي جورج بوش. وكانت «الدنيا» و“شام” قد تنافستا في رمضان الماضي من خلال تقاسم الشيوخ النجوم كالدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والدكتور محمد راتب النابلسي.