strong>صباح أيوببعدما ساد اعتقاد لدى مشاهدي الشاشة الصغيرة، وخصوصاً اللبنانية، بأن زمن البرامج «الجدّية» غير السياسية، قد ولّى لمصلحة أرباب التسلية وكاميرات الواقع، ووسط إطلالات خجولة لبرنامج اجتماعي هنا وهناك... يُحسب لـ«المؤسسة اللبنانية للإرسال» أنها أدرجت ضمن دورتها الجديدة، برنامجاً اجتماعياً جدلياً، يحاول عدل «ميزان القوى»، وخصوصاً على هذه الشاشة التي تُعنى كثيراً بالترفيه. «أحمر بالخطّ العريض» هو البرنامج الذي اختارته LBC، لتلامس خطوطاً حمراً، تقترب من مشاكل المجتمع وظواهره الجدلية. وبعد «البطالة» و«التمرّد بالموسيقى» و«استقلالية الفتيات» و«التعارف».... خصّصت حلقة أول من أمس لمعالجة موضوع «التحوّل الجنسي»، واضطرابات الهوية الجنسية.
هكذا حرصت الحلقة منذ البداية على التمييز بين «التصحيح الجنسي» المرتبط بعيب خَلقي، والمجاز من القانون والشرع، وبين تحوّل جنسي يتعلق باضطرابات في الهوية الجنسية، يرفضه الشرع والقانون، ولا يسمحان بالتالي بإجراء عملية تغيير جنس.
الراقصة نور من المغرب، وأيمن من مصر، وعبد الكريم من السعودية، والمتحول في المظهر (travestite) ميسم من لبنان، إضافة إلى نماذج من الكويت، عرضوا تجاربهم أمام طبيب جراح، ومعالجة نفسية، وقانونية، وقاض شرعي. وعوض أن يقع البرنامج في فخ الابتذال، جاء النقاش ليعالج هذه الظاهرة من كل أبعادها، بشكل علمي موثّق.
ريبورتاج قصير يعرّف ببعض الضيوف، ويكشف بعض التفاصيل المعيشة لإحدى الحالات، ضيف يسمى «المتردد» يبقى مجهول الهوية «مختبئاً» وراء الشاشة الحمراء، يشارك في الحلقة بمداخلات صريحة حتى يقرر إذا كان يريد الكشف عن وجهه في نهاية الحلقة (وهو ما جاء استثناءً في الحلقة الأخيرة، إذ كشفت الفنانة نور عن هويتها منذ البداية). اتصالات هاتفية وضيوف عبر الأقمار الصناعية تغني المشاركة في الحلقات وتسهم في الامتداد الإقليمي الذي تريده سياسة البرنامج... كل ذلك يشد المتابع، ويدفعه للاستمرار في المشاهدة حتى «بعد البرايك»، كما يقول مقدم البرنامج مالك مكتبي. إلا أن كل ذلك لا يعني أن البرنامج لم يقع في بعض المطبّات. لعل أبرزها الإكثار من عدد الضيوف، وتشعُّب النقاط المعالَجة نسبة إلى مدة البرنامج. ما أدى إلى «خنق» بعض المداخلات، وعدم إتاحة الفرصة الكافية للضيف للمشاركة الفعّالة والمشاهد للاستمتاع بالعرض. وقد برز ذلك في حلقة «التمرد بالموسيقى» التي استضافت أكثر من 10 وجوه في أقلّ من ساعتين.
أما بالنسبة إلى مكتبي، فقد بدأ يعتاد الكاميرا بعد العمل لسنوات وراء الكواليس: هدوء وإصغاء في بعض الأحيان، وتساؤل حشري مشروع أحياناً أخرى، وتعليق. أضف إلى ذلك أن ضرورة ضبط إيقاع الحلقة يجعل مقدّمها أمام مهمات صعبة تقبّلها الجمهور لغاية الآن من شاب لم يخف رهبةً من إطلالة تلفزيونية جدّية أولى. المادة المقدّمة دسمة لغاية اليوم، مدعومة ببحث ومصقولة بأسلوب متناسق مع حدّة المواضيع وطرافة اللحظة وجدّية الطرح. البعد العربي للبرنامج في ضيوفه وحالاته مطلوب وغير منفّر. أما جرأة الحلقات، فتُسعفها الإطلالة العفوية لمكتبي. البرنامج «الأحمر» بدأ يرسم خطوطاً عريضة تسجّل باسمه، عبر عرض مهني، ينجح في جذب مشاهدين ملّوا طاولات الحوار العقيم.


وصل العملاق «طومسون رويترز»
بعد أشهر من موافقة المجموعة البريطانية للأخبار المالية «رويترز» على شرائها من منافستها الكندية «طومسون»، أزيح الستار أمس عن مجموعة «طومسون رويترز»، كواحدة من أكبر شركات المعلومات في العالم. وتأمل «طومسون رويترز» أن تتمكن من تجاوز تباطؤ القطاع المالي، بفضل مجموعة متنوعة تشمل الخدمات المالية والقانونية والصحية. إضافة إلى تحقيق اندماج مثالي يجمع بين قوة «رويترز» في نقل المعلومات الآنية ومعلومات «طومسون» التاريخية.