باريس ــ عثمان تزغارتالألماني فيم فاندرز، صاحب السعفة الذهبية في «كان» عام 1984 عن فيلمه «باريس ــــ تكساس»، سجل عودته إلى «كان» بعد طول انقطاع عام 2005، بشريطه «لا تأت قارعاً بابي». وها هو يعود هذه السنة بعمل جديد هو (تصوير في باليرمو) The Palermo Shooting (بطولة دونيس هوبير)، ويروي قصّة حب عاصفة بين مخرج ألماني عجوز وعارضة شابة من أصول صقلية!
الأخوان البلجيكيان لوك وجان ــ بيار داردين اللذان ينتميان إلى نخبة صغيرة من السينمائيين الحائزين السعفة الذهبية مرتين في «كان» (1999 عن فيلمها الأشهر «روزيتا» ـــــ 2005 عن «الطفل») يعودان أيضاً بشريط جديد عنوانه (صمت لورنا) Le silence de Lorna.
بدورهما، يسابق الأخوان جويل وإيتان كوين الزمن لإنهاء مونتاج فيلمهما A Serious Man (بطولة جورج كلوني)، أملاً بعرضه في «كان» 2008. والمعروف أنّ الأخوين كوين هما من أكثر رموز السينما الأميركية مواظبةً على حضور مهرجان «كان»، إذ اعتادا المشاركة بأغلب أفلامهما من Fargo (١٩٩٦) إلى «حلاق اللحى» (2001)، مروراً بـ«ليبوسكي الضخم» (1998) و O›Brother (٢٠٠٠)... وكانا قد خرجا من «كان» 2007 بخُفّي حنين، رغم الحفاوة النقدية التي استُقبل بها فيلمهما «لا بلد للعجائز» الذي حصد لاحقاً ثلاث جوائز أوسكار.
النمساوي مايكل هانيكي يعد بدوره من المخرجين الأوفياء لـ«كان»، حيث عرض في مختلف تظاهرات المهرجان أفلامه كلها، منذ Funny Games الذي أثار زوبعة كبيرة من الجدل في «كان» 1997، بسبب مغالاته في تصوير العنف بشكل سادي ومجاني (الفيلم ذاته يعرض حالياً على الشاشات العالمية في نسخة أميركية اقتبسها هانيكي بنفسه، في مناسبة مرور عشر سنوات على الجدل العالمي الذي أثاره الفيلم الأصلي). وتوالت بعد ذلك أفلام هانيكي التي عرضت تباعاً في «كان»، منها «عازفة البيانو» (2001)، و«مخفي» (2005)، اللذان نال عنهما «الجائزة الكبرى» وجائزة أفضل إخراج.
ويأمل محبو أفلام هانيكي وعوالمه القلقة، المشوبة بالعُصاب والعنف والإجرام، أن يكون قد انتهى من مونتاج فليمه Das Weiss Band، ليُعرض في «كان» 2008. وهو مشروع يعمل عليه هانيكي منذ سنين، ويروي قصة ثُلّة من الأطفال يتربون في قرية ألمانية بروتستانتية خلال العشرية الأولى من القرن العشرين، ويصبحون لاحقاً من كبار الجلادين النازيين. عبر هذا العمل، يسعى هانيكي ــــ كعادته ــــ إلى الغوص في نفسيات شخوصه الإشكالية، أملاً بالعثور على تفسير لـ«أصل الشر» المتجذّر ــــ برأيه ــــ في الذات البشرية.
إلى جانب هؤلاء الخمسة الكبار المرتقب حضورهم في «كان» 2008 (مشاركة الأخوين كوين ومايكل هانيكي ما زالت معلّقة، نتأكّد منها غداً)، هناك ثُلَّة من السينمائيين المميزين الذين يترقب أن يكون لأعمالهم صدى كبير في هذه الدورة، ومنهم المخرج الأميركي المشاكس أبيل فيرارا، صاحب رائعة «ملك نيويورك» (1990)، الذي سبق له أن شارك في «كان» مرات عدّة، لكنه لم يسبق أن نال أيّاً من جوائز المهرجان... ولعله يجد أخيراً التقدير الذي يستحق، إذ يتوقّع دخوله المسابقة الرسمية هذه السنة بفيلمه الجديد The Last Crew.
ويُرتقب أيضاً أن يكون بين الأعمال المشاركة في «كان» فيلم جديد للبرازيلي والتر ساليس، الذي استقطب الأضواء في «كان» 2004 بفيلمه «سائق الدراجة» المقتبس من مذكرات تشي غيفارا في شبابه. كما سيسجّل السينمائي التركي نوري بيلج سيلان، عودته إلى الكروازيت بعمل جديد سيكون ثالث مشاركة له في المهرجان بعد رائعته «بعيد» التي نالت الجائزة الكبرى سنة 2003، و«الطقوس» الذي عُرض في المسابقة الرسمية للمهرجان عام 2006.
على صعيد المشاركة العربية، يُرتقب أن يشهد المهرجان عودة لافتة، بعد شبه غياب دام عشرية كاملة. إذ يدور الحديث حول أربعة أفلام روائية عربية ستكون حاضرة في التشكيلة الرسمية، داخل المسابقة أو خارجها، في مقدمتها، فيلم «آخر المعاقل» للجزائري رابح عامر زعيمش الذي سبق أن عُرض فيلمهBled Number One في «كان» 2006 ضمن تظاهرة «نظرة ما». كما يُرتقب أن تسجّل السينما المصرية حضورها بفيلم «ليلة البيبي دول» لعادل أديب. بينما سيشارك اللبنانيان جوانا حاجي ـــ توما وخليل جريج بفيلم Je veux voir الذي يروي قصة نجمة سينمائية عالمية (كاترين دونوف) تسافر إلى لبنان بعد حرب تموز لترى بنفسها آثار العدوان، محاولة أن تفهم أسباب الحرب وعواقبها المدمّرة. كما ستشارك المغربية سعاد البوهاتي في فيلم Française، وهو ثاني عمل سينمائي لها بعد «سلام» (1999).