خضر سلامةهذه ليست زلة لسان جديدة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بل مقاطع من أغنية راب بدأت تنتشر على المدونات الفرنسية في الفترة الأخيرة. الأغنية، يؤدّيها شاب يطلق على نفسه اسم توم سالي كتحوير فكاهي لعبارة ـــــ Tu me salis (أي أنت توسّخني)، وهي الجملة التي وجّهها مواطن فرنسي إلى ساركوزي، الذي ردّ بشتم المواطن قائلاً «إذاً اغرب عن وجهي أيها الحقير». وفي الأغنية التي حمّلها خلال أقل من شهر، أكثر من أربعين ألف شخص، يقوم «سالي» بتكرار عبارة «اغرب عن وجهي أيها الحقير»، معدّداً الأشياء التي لا يحبها ساركوزي، أو مقتطفات من حياته الشخصية المثيرة للجدل، كطلاقه أو علاقته ببعض الأسماء في حزبه.. أو طرائف ارتكبها ساركوزي كسرقة قلم وغيرها. وتبعاً للأغنية يطرح سالي هذه الحوادث التي بموجبها يجب عليك كمواطن «أن تغرب عن وجه الرئيس»، عمليةٌ لغوية ساخرة من السياسة التي يتّبعها الرئيس الفرنسي، المتهم بشن حرب على كلّ من لا يوافقه الرأي، وبالتصلب والانعزال السياسي والحساسية الشديدة تجاه النقد. ويزيد «سالي» جرعة السخرية عبر نشر تعليق طريف للتعريف بالأغنية قائلاً: «إذا كان نواب الأمة يبحثون عن أغنية لتمثّل فرنسا في مهرجان «يوروفيزيون»، فليختاروا هذه الأغنية.. ماذا يريدون أروع من عمل فني كتب كلماته رئيس الدولة نفسه؟». عنوان الأغنية نفسه، اقتبسته أيضاً فرقة روك لهواة فرنسيين شباب، استخدموه في أول فيديو كليب لهم، انتشر سريعاً على الإنترنت، في أغنية تستعير النمط الساخر نفسه المعتمَد في الأولى، وإن كان بلهجة أقسى. فالأغنية تسمّي كل أخصام ساركوزي السياسيين كالاشتراكيين والبيئيين.. وأولئك الذين ينوي ساركوزي تخفيف الدعم الاجتماعي عنهم، كالعاطلين عن العمل وذوي الحاجات الخاصة والأساتذة... والجواب الوحيد الذي يلقاه أولئك من الرئيس يبقى: «اغربوا عن وجهي». لتتابع الأغنية بعدها معلنةً أن «دولة ساركوزي» لن تكون إلّا لأصدقاء ساركوزي من رجال الأعمال أو للقذافي وغيره من «ديكتاتوريي العالم» في إشارة الى استياء الشعب الفرنسي من مثل هذه العلاقات التي يحوكها «ساركو».
وضمن السخرية نفسها، أغنية هيب هوب أخرى، على مدوّنة مخصصة لـ «محاربة ساركوزي» كما يحلو لأصحابها أن يعرّفوا بها، هذه الأغنية تخرج قليلاً من حاجز السخرية الشخصية، إلى قراءة مشروع ساركوزي الرئاسي الداخلي تحديداً، محذّرةً الفرنسيين بطريقة لاذعة من هذا المشروع، مع ترداد العبارة الشهيرة المذكورة في الأغنيتين السابقتين..
ظاهرة ربما توحي بالخوف المتنامي في بلد «الحرية» من بيروقراطية شديدة يعتنقها رئيس البلاد، وقرارات تعسفية يمضي في تنفيذها من دون أي وازع.
يشار إلى أن الشهرة التي حصدتها عبارة «اغرب عن وجهي أيها الحقير» أو «Casse toi pauvre con» ذهبت أبعد من الحقل الموسيقي، حيث بيع اسم نطاق جديد على الإنترنت بعنوان CASSE-TOI-PAUVRE-CON.COM بحوالى 4000 يورو مطلع الشهر الحالي على موقع Ebay للمزايدات!