خالد صاغيّةغالباً ما يُتّهَم فريق الأكثريّة بتلقّي أوامر من الإدارة الأميركيّة. فيقال إنّ مواقف الوزراء وتصريحات قادة 14 آذار تصدر دائماً بإيحاء أميركي. لكنّ الواقع أثبت أكثر من مرّة عدم صوابيّة هذا الاتّهام. ففي كثير من الأحيان، يقوم زعماء من الأكثريّة بـ«تنوير» الموفدين الأميركيّين بوجهة نظر السلطة، وشرح أساليب الاضطهاد التي يتعرّضون لها من قبل «الأشرار».
لذلك، يمكننا أحياناً أن نعرف ماذا يدور في أذهان أركان السلطة لدى الاستماع لتصاريح مسؤولين أميركيّين بعد زيارتهم بيروت. دايفيد ولش، مثلاً، ما كاد يغادر العاصمة اللبنانية حتّى أبدى حزنه على الشعب اللبناني بسبب نسبة السياحة المتدنّية التي ستشهدها البلاد هذا الصيف. وأضاف «أعتقد أنّ اللبنانيين قلقون، منذ أن شنّ حزب الله الحرب عام 2006، من أنّ لبنان لن يستفيد خلال فترة الطفرة النفطية، وأنّه سيبقى متأخّراً في المنطقة، بينما هناك تقدّم اقتصادي في أماكن أخرى».
يمكننا أن نتخيّل، فيما نحن على شفير حرب أهليّة، أنّ ثمّة مسؤولاً لبنانياً في السرايا الحكومية يصرّ على المضيّ في التعاطي مع الوطن كقجّة. وكلّما وجد الأموال تنقص في هذه القجّة، أدلى بتصريح خوّن فيه المعارضة، وبدأ باستجداء التدخّل الأميركي.
... بات باستطاعة الوزير جو سركيس أن يستريح. فقد عُيِّن لنا وزير جديد للسياحة. غداً، سيصدر ولش قراراً يحدّد فيه أوقات السهر في ملاهي بيروت.