محمد شعير«فلسطين: ذكريات واكتشافات» عنوان محاضرة تلقيها الكاتبة المصريّة أهداف سويف، في الذكرى الستين للنكبة، في القاهرة (23/ 5) ثمّ في بيروت (24/ 5).
تُعدّ سويف من الكتّاب العرب القلائل الذين قدّموا صورة مختلفة للكتابة العربية، عبر «غزو» الامبراطورية القديمة في لغتها. وقد استطاعت برواياتها التي كتبتها بالإنكليزية مع عدد آخر من الكتاب، أن تكوّن تياراً أدبياً مهماً سمّاه النقّاد «الكتابة ما بعد الكولونيالية».
أصدرت أهداف روايتين أثارتا جدلاً كبيراً: «في عين الشمس» (1992) و«خريطة الحب» (1999)، فضلاً عن كتابها المهم «في مواجهة المدافع» (2005) الذي جمعت فيه مقالاتها في صحيفة الـ«غاردين» البريطانية، عن زيارتها إلى فلسطين وأثار جدلاً كبيراً يومها، أولاً بالعربية، ثم بالإنكليزية تحت عنوان «ميزا تيرّا».
زيارة سويف تسببت بهجوم كبير عليها في العالم العربي والمملكة المتحدة أيضاً. عدّها عدد من العرب دعوةً صريحةً إلى التطبيع. بينما تعرّضت في بريطانيا لهجوم بحجة التحيّز في تناول معاناة الفلسطينيين، من دون الاستماع إلى الطرف الآخر. وقد أدّى ذلك إلى خسارة سويف جائزة «بوكر» البريطانية عن روايتها «خريطة الحب» التي بلغت القائمة النهائية (1999) للجائزة المرموقة. لكنّ الهجوم العربي على الكاتبة سرعان ما خفت، إذ كتب عدد من المثقفين البارزين دفاعاً عن موقفها، كما دافعت هي نفسها قائلة: «كنت واضحة ومتصالحة مع نفسي، رأيت أنّه لا بد من أن يكون هناك مَن ينقل صورة حقيقية وحيّة لما يحدث في الأراضي الفلسطينية للقارئ الغربي».
والجدير بالذكر أن صاحبة «في عين الشمس» استشارت، قبل أن تسافر، أصدقاء ناشطين، وقد شجّعها إدوار سعيد على السفر، ومريد البرغوثي (ترجمت إلى الإنكليزية كتابه «رأيت رام الله»). أصدقاء مصريون آخرون نصحوها بأن تذهب بشروط: «ليس بتأشيرة إسرائيلية عبر مطار تل أبيب، بل من الجسر عبر الأردن مثل الفلسطينيين. وتروي أهداف: «ذهبت وأجريت لقاءات مع الفلسطينيين، باستثناء حوار واحد أجريته مع مستوطن يهودي لأنّي أردت أن أنقل النظرة المتطرفة إلى الفلسطينيين. لم أرَ في هذا تطبيعاً أو جرماً أساءل عليه». بعد مقالاتها في الـ«غاردين»، تغيّرت النظرة إلى فلسطين قليلاً وأصبحت الصحيفة تسمح بخطّ أكثر تعاطفاً مع العرب.
سويف تحضّر الآن لإقامة مؤتمر دولي عن الأدب في فلسطين من 6 إلى 13 الشهر الحالي في الأرض المحتلة، وستوجِّه الدعوة إلى عدد من المثقفين في العالم، ما يعيد إلى الأذهان الزيارة التي قام بها وفد من كبار الكتّاب يتقدّمهم صاحب نوبل البرتغالي جوزيه ساراماغو، أثناء حصار عرفات في أراضي السلطة الوطنيّة!

محاضرة «فلسطين: ذكريات واكتشافات» الجمعة ٢٣ الجاري في «مسرح روابط» (وسط القاهرة)، السبت 24 في «دوّار الشمس» (بيروت)
www.ahdafsoueif.com