خالد صاغيّةذات يوم، أعطى رجل حكيم ذو لحية كثّة ملاحظة بسيطة: ثمّة في هذا العالم مَن ينتج ولا يحصل على ما تنتجه يداه. كلّ ما يجنيه هو أجرٌ أقلّ قيمةً من الإنتاج.
أعطى الرجل الحكيم هذه العمليّة اسماً: إنّها الاستغلال. وأعطى المستغَلّ اسماً: إنّه العامل. وأعطى النظام الذي يتيح عمليّة الاستغلال هذه اسماً: إنّها الرأسماليّة.
لم يكن الناس دائماً هكذا، ولن تكون نهاية التاريخ على هذا المنوال.
سيأتي يوم لا يضطرّ فيه العامل لأن يبيع قوّة عمله ليحصل على «حدّ أدنى» يمكّنه من شراء القوت كي يعود في اليوم التالي إلى العمل، وكي يُطعم أولاده ليصبحوا بدورهم عمّالاً صالحين يذهبون حين يكبرون إلى سوق العمل حيث يبيعون بدورهم قوّة عملهم.
سيأتي يوم لا يضطرّ فيه العامل لأن يقبل بـ«حدّ أدنى» خوفاً من الانضمام إلى جيش العاطلين من العمل الآخذ في النموّ.
سيأتي يوم لا يضطرّ فيه العامل لأن يعمل ساعات طويلة، بظروف صحيّة سيّئة.
سيأتي يوم تتوقّف فيه الجاليات السريلانكيّة والإثيوبيّة عن العمل خدماً في المنازل. سيأتي يوم ترفع فيه امرأة إثيوبيّة سكين المطبخ في وجه من يسيء إلى كرامتها.
سيأتي يوم يتوقّف فيه العامل السوري والمصري عن تقبّل إهانات المارّة.
سيأتي يوم نحتفل فيه بعيد العمّال... من دون أرباب عمل.