بيسان طيالمهرجان في نسخته الرابعة، يُنظم في إطار شبكة «مساحات»، ويُقام في رام الله، وأُقيمت بعض العروض في الأردن.
بين محطتين ثقافيّتين يأتي المهرجان، «أشغال داخلية» الذي اختتم قبل نحو أسبوعين و«مهرجان الربيع» الذي يستضيفه مسرح «دوّار الشمس». لكن الرقص المعاصر انفرد بمساحته الخاصة في أجندة بيروت الثقافية، كأن الفنانين يطالبون الجمهور اللبناني بأن يكون على قدر العزم الكبير، أو التحدي الكبير بأن بيروت مهما ساءت الظروف ستكون مدينة للثقافة، وقد شكل «Bipod» مساحة خالصة للرقص المعاصر.
مرة جديدة يأخذنا الرقص إلى جدال، يدفعنا إلى التفكير بأسئلة آنية، محلية، ثقافية، سياسية أو غيرها، حين انتظرنا الأميركي ـــ الفلسطيني طارق حلبي في عرض راقص، قال الفنان إنه حاول أن يصمّم رقصاً ولكنه عجز، حالة انتظار لمشروع لم يُقم، حالة انتظار لشيء ما هي بالضبط حال الفلسطينيين، شعب يقف عند الحواجز ويتحكم جندي إسرائيلي بيوميات المنتظرين، هنا الرقص حتى عندما ينتفي إنما يعبّر أجمل تعبير عن قضية شعب شرّدته النكبة قبل 60 عاماً.
في الليلة التي اعتلى خلالها الحلبي الخشبة، كانـت اللبنانية ماغي طوق قد سبقته مع فتيات أربع على «الطريق» يصوّرن الحياة اليومية في شارع تقطعه من وقت لآخر بائعة الصحف. وعلى خشبة «مونو» التقى راقصون من جنسيات مختلفة أوروبية وعربية لتقديم عرض المصمّمة ماري برولان تاني «الموجة السابعة» هي الموجة التي تدفع السفن حــــــين لا يكون هواء كاف لدفع القوارب، وكانت أجساد الراقصين تتآلف في لوحـات موحدة كما البحّارة يجتمعون لدفع قارب ما، ثم ينفرد كل راقص ليثبت حضوره ـــ مجهوده. غالب الراقصون التيارات، فيما كانت المصمّمة الإيطالية جوليا موريدو تبطئ عقارب الساعة وتوقف الوقت.
ازدحم المهرجان بالعروض، بل بالقضايا المطروحة، من نهايات الحرب الباردة إلى الشعور بالوحدة وتفاصيل الحياة اليومية، وختاماً سيكون «كنشرتو» عمر راجح رقصاً ضد سيطرة وسائل الإعلام وعمليات غسل الدماغ.