عندما تأسّست مجلّة «دفاتر السينما» عام 1951، استقطبت مخرجين شبّاناً متحمّسين، بدأوا نقّاداً فوق صفحاتها قبل أن يصبحوا رموزاً في فضاء الفن السابع. من تلك المجلّة برز جان لوك غودار وفرنسوا تروفو وجاك ريفيت وإريك رومير... ومن هنا برزت مصطلحات أساسيّة في تاريخ السينما، وكتابات نظريّة ونقديّة دافعت عن سينما المؤلّف، وواكبت محطات أساسيّة في مسار الفنّ السابع منذ «الموجة الجديدة» في الخمسينيات إلى يومنا الحاضر. وها هي المجلّة الباريسيّة العريقة، تتعاون مع «متروبوليس» ــــ الصالة اللبنانيّة الوحيدة التي ما زالت تراهن على النوعيّة ـــــ لتعرض ستّة أفلام ضمن أسبوعها السينمائي الذي ينطلق في 6 آذار (مارس) الحالي ويستمر حتى 12 منه.
ولعلّها فرصة ثمينة تتيحها «متروبوليس» للتعرّف إلى أفلام شارك معظمها في أبرز المواعيد السينمائية كمهرجاني «كان» و«برلين»، لكنّها نادراً ما تجد طريقها إلى المشاهد اللبناني.
يبدأ أسبوع «متروبوليس» بفيلم الروماني كريستيان مونجيو الذي حاز السعفة الذهبية في «كان» العام الماضي. «أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع ويومان» (6 و10 الشهر الجاري)، يتناول قصّة إجهاض في رومانيا الشيوعية في ثمانينيات القرن المنصرم، حيث الإجهاض الممنوع كان يتمّ بالخفاء.
أما «ممثلات» ( 7 و11 الجاري) لفاليريا بروني ـ تيديشي، فيتناول حكاية ممثلة صارت على عتبة الأربعين وتتوق إلى إنجاب طفل، تغرق في بحر من الأسئلة الوجودية حول جدوى حياتها ومعناها. ويرصد المخرج الإشكالي ألكسندر سوخوروف في «ألكسندرا» (8 و11 الجاري) خراب الروح الروسية في جحيم حرب الشيشان.
وفي إطار النقد السياسي ايضاً، يأتي «التمساح» (8 و10 الجاري) للإيطالي ناني موريتي ليسائل الذاكرة الجماعية عن حقبة شهدتها بلده، وكان بطلها رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني. ويتطرق شريط الفنلندي أكي كوريسماكي «رجل بلا ماضٍ» (9 و 12 الجاري) إلى التشرّد والغربة الداخلية والخارجية. وأخيراً يتناول الشريط الفرنسي «الدخيل» لكلير دوني ( 9 و12 الجاري) رحلة رجل وحيد يُحتضر.


أسبوع أفلام «دفاتر السينما»،
6 ـــــ 12 آذار/ مارس
Metropolis (الحمراء) ـ 03،793065
http://www.metropoliscinema.net