strong>ديما شريفمن كان يظنّ أن لبنان البلد الصغير ذا المدن المحدودة المساحة والشوارع الضيّقة المتداخلة يحتاج إلى نظام ملاحة وتحديد مواقع GPS؟ على ما يبدو هذا ما كان ينقصنا كي لا نتوه في شوارع العاصمة. في بلد لا يعتمد بعد أسماءً رسمية لشوارعه التي تتغير اتجاهاتها باستمرار أو تقفل لأسباب أمنية، يدرك مطلقو مشروع «توت توت» لتحديد المواقع، جمعية إنماء وGIS Transport، الصعوبات التي تواجههم، لذا فقد اعتمدوا بشكل أساسي على المواقع المعروفة (Landmarks) بدل أسماء الشوارع التي تتغير مع كل مجلس بلدي جديد.
وقد شرح المسؤولون عن المشروع في مؤتمر صحافي أمس أنّ دراسة السوق أظهرت أن عدد الزبائن المحتملين لا يتعدى الـ500، الذين سيدفعون بين 450 و750 دولاراً ثمناً للجهاز وبرنامجه (Software). والبرنامج ذاك يتماشى مع السيارات الحديثة الطراز، ومهمته توجيه السائق وإرشاده إلى الشوارع والأمكنة التي يريد الذهاب إليها. ولمجابهة الاحتيال اعتمد الاحتكار، فاختير جهاز Garmin، الذي بحسب أصحاب المشروع، هو الوحيد الذي يمكن إقفاله منعاً لأي نسخ غير قانوني. أما الجمهور المستهدف بحسب مسؤول في شركة GIS Transport، فهو بالدرجة الأولى «المتباهون بأنفسهم» (!) الذين يريدون التباهي أمام الغير بامتلاك الجهاز. ويعتبر مطلقو المشروع أنهم بواسطته «يسهمون في تعزيز مقررات مؤتمر باريس ـ 3» الذي يقضي بإصلاح نظام النقل العام!
إذاً فقد دخلنا عصر الـGPS في مدن لبنانية أكبرها لا يحتاج إلى أكثر من ساعتين لاكتشافه، والتي لا تزال بحاجة ماسة إلى إصلاح طرقاتها وتنظيم حركة السير فيها.