من قتل عماد مغنية؟ وما هي تداعيات الحادثة إقليمياً ودولياً؟ أسئلة يحاول الثنائي عبد الدايم الصماري وعبد الله البني الإجابة عنها في وثائقي «فينوغراد... الحساب المفتوح». حقائق تقدّم للمرة الأولى، لكشف هذا «اللغز» الذي شغل المخابرات الدولية طيلة 25 عاماً
جورج موسى
منتصف الشهر الماضي، هزّ خبر اغتيال عماد مغنية في دمشق، العالم... وهذا المساء، تتوقف «الجزيرة» عند ملابسات حادثة اغتيال القائد العسكري في حزب الله، وتداعياتها. وتسأل عن الجهة التي تقف وراءها، في ظلّ الاستعداد الإسرائيلي لحرب جديدة في المنطقة، بعد توصيات لجنة «فينوغراد».
تحت عنوان «فينوغراد... الحساب المفتوح»، يقدّم الثنائي عبد الدايم الصماري (إعداداً) وعبد الله البني (إخراجاً) شريطاً وثائقياً (مدته 45 دقيقة، إنتاج «الجزيرة»)، يستعرض أنواع الردّ التي يمكن أن يلجأ إليها حزب الله انتقاماً، كما توعّد السيّد حسن نصر الله. وهما يسلّطان الضوء على تاريخ مغنية، عبر شهادات أشخاص عاشوا تجاربَ معه في المقاومة. إضافة إلى شهادات عملاء في أجهزة المخابرات الدولية، حاولوا خطفه أو قتله طيلة 25 عاماً. ويتابع البرنامج الخطة المحضّرة لمهاجمة قطاع غزةتزامناً مع وصول المدمّرة الأميركية «يو إس إس كول» إلى الشرق الأوسط.
ويؤكد المخرج البني أن الوثائقي يتابع مسار الأحداث من لحظة صدور نتائج تقرير «فينوغراد»، مروراً بعملية اغتيال مغنية وملابساتها، لكن دون الدخول في مسار التحقيقات. ويشرح: «بعد إعلان خبر الاغتيال في 13 شباط (فبراير) الماضي، قررنا الشروع بتنفيذ الشريط مباشرة. أجرينا أبحاثاً مكثّفة لمدة يومين، وحدّدنا الشخصيات التي يمكن أن نلتقيها ونحاورها. وخلال البحث، لمسنا وجوب الوصول إلى شخص في الموساد وآخر في المخابرات الأميركية، لتقديم تلخيص كامل عن المشهد، وهذا ما حدث... بعد اتصالات وتنسيق مع مكاتب «الجزيرة» في واشنطن والقدس وبيروت، بدأنا نسابق الوقت. ونجحنا في إجراء المقابلات كلها، بوقت قياسي».
ومن سيتحدث في الشريط؟ يؤكد البني أن الوثائقي يسعى إلى تقديم معلومات وصور تُكشف للمرة الأولى. ومن بين المتحدثين، رئيس الموساد السابق داني ياتوم الذي يؤكد أن «العمليات الخارجية (أي الاغتيالات)، هي سياسة إسرائيلية، ولا حصانة لأحد»! ويلتقي الشريط أيضاً يوسي ميلمان، محرر الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة «هآرتس». وهذا الأخير يشير إلى أن «عملية اغتيال مغنية قد تكون مشتركة بين أجهزة غربية وعربية ضمن الحرب الكونية على الإرهاب التي أطلقها جورج بوش... لكن بعد دراستي المعمّقة للحادثة، أصبحتُ أكثر قناعةً بأنها عملية إسرائيلية صرفة!». ويضيف شارحاً: «بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، رصدت المخابرات تحرّكات عماد مغنية مع مجموعة من قادة حزب الله. وتمّ الاستعداد لقتله بواسطة قناص أو قصفه بواسطة مروحية. لكن إيهود باراك، رئيس الوزراء حينها، لم يعطِ أمر التنفيذ خوفاً من انتقام حزب الله». ومن الموساد إلى CIA، وبوب باير تحديداً. الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، (كانت مهمته في لبنان عام 1987 خطف عماد مغنية واعتقاله بعد اتهامه بتفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983)، يقول: «عندما كنت أتقصّى عن مغنية، عرض علي أحد القادة العسكريين المسيحيين في بيروت الشرقية حينها، المساعدة في الوصول إلى رأس عماد مغنية عبر تجنيد عميل من ضاحية بيروت الجنوبية. لكن بعد اكتشاف موقع مغنية، طلب العميل أن يقتله. ثم ألغيت العملية لأن مهمتي كانت تقتصر على اعتقاله لا اغتياله». ويكشف باير الذي تابع ملف عماد مغنية طيلة 20 عاماً: «إن التهم التي ألصقناها بعماد مغنية، معظمها كان من دون أدلة... أنا متأكد من أنه ليس متورطاً في انفجار «المارينز» عام 1983». وفي الشريط، يتحدث كريستوفر شوبير، العميل الخاص السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI. ويوضح «أن طريقة تنفيذ عملية الاغتيال، تشير إلى بصمات الموساد الإسرائيلي... عام 1996 جهّزت البحرية الأميركية 4000 جنديّ لخطف عماد مغنية حين كان على متن سفينة شحن في مياه الخليج. لكن قبل دقائق من التنفيذ، صدرت الأوامر من واشنطن بإلغاء العملية».
ومن بين المتحدثين أيضاً: آفي سخاروف، محرر الشؤون السياسية في صحيفة «هآرتس»، ومؤلف كتاب «بيت العنكبوت» حول فشل إسرائيل في حرب تموز. والشيخ نبيل قاووق، المسؤول الأمني لحزب الله في جنوب لبنان، وأنيس النقاش، منسق شبكة «الأمان» وصديق الشهيد عماد مغنية. ويلتقي البرنامج سيلفان شالوم، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق الذي يؤكد أن «قرار سحق حماس في غزة قد صدر».
في النهاية، يشير الصماري والبني إلى أن الترويج للفيلم بدأ على الهواء قبل تنفيذ المونتاج، «وهو تحدّ مهني كبير أن تنتج وثائقياً يتضمن ما يدور حولك من أحداث... الفيلم يبث غداً (الليلة)، ونحن نجري هذا الحوار من غرفة المونتاج. إنه أمر مشوّق أن تتابع ملفاً مفتوحاًً لحرب مفتوحة، وترصد في الوقت نفسه أخبار الأسطول الأميركي في مياه المتوسط، والعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، والخوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة».
يذكر أن «فينوغراد... الحساب المفتوح»، يندرج ضمن سلسلة تحقيقات تتابع الأحداث الجارية والقضايا الراهنة، ضمن إطار برنامج جديد عنوانه «في الصميم»، من إنتاج قناة «الجزيرة»، يبدأ عرضه قريباً. وكانت «الجزيرة» أعطت الصحافييَن الضوء الأخضر لتكثيف الإنتاج الوثائقي الإخباري والاستقصائي. والهدف أن تبقى المحطة القطرية في قلب مجريات الحدث، وتحاول الوصول إلى تفاصيل، لا يتم تناولها عادةً لحظة تداول الخبر في نشرات الأخبار. ومن بين الأعمال التي نفذّاها أخيراً: «محور الشعب» عن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، و»نجم الإليزيه» عن الرئيس الفرنسي ساركوزي.
يُعاد عرض «فينوغراد... الحساب المفتوح» غداً عند الساعة 19:10


23:10 على «الجزيرة»


دريـد لحام... معلّقاً رياضـياً
تطلق «الجزيرة» الرياضية هذا المساء الحلقة الأولى من برنامج «مشروع معلّق» الذي يقدّمه الفنان الكويتي داوود حسين، ويخرجه القطري محمد البدر. ويفتح البرنامج الباب أمام المواهب الشابة التي ترغب في اقتحام مجال التعليق، معتمدة على قدراتها الخاصة وعلى تصويت الجمهور وتوجيهات لجنة التحكيمومن بين 7500 مشارك تقدموا إلى البرنامج، اختارت لجنة التحكيم المؤلفة من أيمن جادة الذي يدير قناة «الجزيرة الرياضية»، والمعلّق القطري يوسف سيف والإعلامي الرياضي المصري فهمي عمر، 100 صوت لدخول المنافسة التي تمتد إلى 13 حلقة على الهواء مباشرة، على أن يتقدم 10 معلقين فقط في الحلقة الواحدة. ويحل الفنان السوري دريد لحام ضيفاً على السهرة الأولى. وهو سيعطي رأيه بالمتسابقين العشرة الذين يقدمون تعليقهم الرياضي على عدد من المباريات الرياضية العالمية.
وقبل ظهورهم على الشاشة، سيخضع المشتركون إلى دورة تدريبية خاصة في مركز تدريب «الجزيرة» الإذاعي والتلفزيوني.
ويقدم البرنامج الذي يهدف إلى ضخ دماء جديدة في مجال التعليق الرياضي، في كل حلقة تقريراً عن أحد رواد التعليق الرياضي في العالم العربي. والحلقة الأولى ستكرّم أول معلق رياضي عربي وهو المصري الراحل محمود بدر الدين. علماً بأن «الجزيرة» حصلت على بعض التعليقات النادرة بصوته.
يذكر أن الفائز في «مشروع معلق» سيوقع عقد عمل مع القناة، إلى جانب جوائز مالية عدة. وتشارك مؤسسة «قطر ميديا» قناة «الجزيرة الرياضية» إنتاج «مشروع معلّق».


20:00 على «الجزيرة الرياضية»