صباح أيوبالولايات المتحدة الأميركية في حرب! ليست هذه المرة «على الإرهاب»، بل على ألمانيا وإيطاليا واليابان. نحن الآن في عام 1941، يوم قررت أميركا أن تدخل إلى جانب «الحلفاء» الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945). مشاهد حيّة ومقابلات وصور من الأرشيف... وكاميرا نزلت إلى الميدان لتخاطب «من الأسفل» جنوداً وعائلات ونساءً، عاشوا الحرب من مختلف جوانبها.
«الحرب» هو عنوان السلسلة الوثائقية التي تبدأ arte عرضها هذا المساء، وتستمر كل ليلة أربعاء حتى 16 نيسان (أبريل) المقبل، وهي من إخراج كين بيرنز ولين نوفيك. وفي كل سهرة، ستعرض المحطة فيلمين، ترصد خلالهما مراحل الحرب العالمية الثانية من وجهة نظر الأميركيين. ولكن «ليس كما تروي كتب التاريخ، بل كما يرويها أبطالها الحقيقيون من جنود وزوجات وأمّهات ومواطنين، عاشوا تفاصيل لم يروِها أحد بعد»، كما يقول بيرنز.
ويعتمد بيرنز في أفلامه أيضاً على مشاهد صوّرها هواة لم تعرض بعد، ومقابلات مع الجنود وعائلاتهم أو مع المواطنين الذين لم يتركوا منازلهم طوال فترة الحرب. بين كاليفورنيا وكونيكتيكت ومينيسوتا وألاباما، تتنقّل كاميرا المخرج الأميركي لتحصد الشهادات والروايات الخاصة في الولايات التي شاركت بشكل أو بآخر في الحرب العالمية الثانية. «الهدف هو قلب المفاهيم التي تلقّيناها»، هكذا يقول بيرنز. مخرج هذه السلسلة، يشرح أن روايات الحرب العالمية الثانية التي يسردها التاريخ جاءت دائماً «من فوق»، أي تناولت فقط أخبار الجنرالات والرؤساء وسياسات البلدان في خطوطها العريضة. لذا، تحاول هذه الأفلام أن تعرض الحرب نفسها، لكن من زوايا أخرى. «فالحرب أثّرت في كل حيّ وشارع ومدينة أميركية، لذا لا بدّ من منح أولئك الذين عايشوها فرصة الكلام والتعبير عنها».
ولمخرج الأفلام تجارب وثائقية تاريخية سابقة (كفيلم «الحرب الأهلية الأميركية» في عام 1990) ولكنه يؤكّد أنه أثناء تحضيره لفيلم الحرب العالمية الثانية عاش لحظات مؤثرة جداً، وخصوصاً عندما قابل المحاربين القدامى الذين شاركوا في إنزال الـ«نورماندي» الشهير، «لذا فكّرت أن تكون السلسلة أيضاً بمثابة تحيّة لدورهم البطولي».
بين دول المحور (في الحرب العالمية الثانية) ومحور الشرّ (في الحرب على الإرهاب) فارق زمني كبير، يبقى الدور الأميركي العامل المشترك الأساسي بينها. فهل تكون عروض arte محاولة لتذكير الرأي العام الأميركي والعالمي بمآسي الحرب وخباياها الدفينة؟
كل أربعاء 22:00 على arte