محمد عبد الرحمنلو لم تكن أخبار فيلم «حسن ومرقص» تتصدر اهتمامات الصحافة الفنية في الآونة الأخيرة، لما اضطر أحمد عبد الفتاح، مؤلف فيلم «كابتن هيما» إلى الكشف عن تفاصيل القصة... وهو ما لم يكن يحدث سابقاً مع تامر حسني الذي كان يشترط سرّية تامة حيال أفلامه السينمائية، علماً بأن البطل والمخرج نصر محروس تكتّما على الأحداث منذ الإعلان عن المشروع قبل شهرين تقريباً.
وبينما اهتم جمهور تامر حسني بمعرفة اسم البطلة الذي تغير خمس مرات، بقيت القصة في إطار حكاية إبراهيم الشاب العاشق لكرة القدم، يمارسها في الأحياء الشعبية قبل أن يصبح نجماً شهيراً. غير أن السيناريست أحمد عبد الفتاح خرج عن صمته، وأكد أن الفيلم سيتناول أيضاً قضية الوحدة الوطنية. ما يعني أنّ عادل إمام لن يكون الوحيد الذي يرصد هذه القضية سينمائياًوفي وقت يتضمن فيه فيلم الزعيم وعمر الشريف مطاردات مع متشددين مسلمين وأقباط، يبتعد «كابتن هيما» عن الصورة السلبية للطائفية، مقدماً الوجه الإيجابي من المسألة. وذلك من خلال علاقة بين هيما والعم ملاك (أحمد راتب) الرجل القبطي الذي يعدّه هيما المسلم بمثابة أخيه الأكبر. وفي أحد المشاهد، يذهب هيما عند ملاك في مقرّ عمله، ويجده يصلّي. فيقول هيما بتلقائية «حرماً» ويردّ ملاك «جمعاً». لكن أسرة الفيلم استشارت رجل دين مسيحياً بخصوص الكثير من الأحداث لعدم الوقوع في أخطاء. وقد طلب القسيس تغيير كلمة «جمعاً» إلى «جمعاً في القدس»، على اعتبارها مدينة لكل الأديان.
ونفذت أسرة الفيلم التعديل، وخصوصاً أن المشهد نفسه تكرر في فيلم «الباحثات عن الحرية». وذلك، عندما قال هشام سليم لنيكول بردويل المسيحية، «جمعاً» بعد أدائها الصلاة، فضجّت صالة العرض بالضحك. لكن المخرجة إيناس الدغيدي رفضت وقتها موقف الجمهور، مؤكدة أنها أرادت التعبير عن «الوحدة الوطنية» بطريقتها الخاصة. أما صناع «حسن ومرقص» و«كابتن هيما» فكانوا أكثر حذراً.
ويعزو متابعون اهتمام السينما المصرية اليوم بقضية الوحدة الوطنية إلى الاحتقانات الطائفية التي شهدتها البلاد في العامين الأخيرين. وبينما يراها المصريون القضية الأخطر على الإطلاق، لم تعد سياسة «الاقتراب من بعيد» تكفي على الشاشة الكبيرة. إذ ظلت شخصية المسيحي تظهر دائماً بشكل نمطي: إما الجار الطيب، أو الموظف الملتزم. وإذا ظهر مسيحي شرير فلا بدّ من الردّ بوجود مسلم شرير في الشريط.
حتى إنّ فيلم «بحب السيما» عُدّ الأول في تاريخ الشاشة الفضية المصرية الذي يعطي البطولة لشخصيات قبطية، بعد فيلم «شفيقة القبطية» الذي قدمته هند رستم عام 1963، ولا يعرض إلا في ما ندر.
من ناحية ثانية، فوجئ عادل إمام بحضور مجموعة من المصورين إلى بلاتوه تصوير فيلم «حسن ومرقص» (إخراج رامي عادل إمام). وهكذا ظهرت أولى صور «الشيخ المسلم» التي يتنكر فيها هرباً من المتشددين الأقباط. ويظهر عادل إمام للمرة الثالثة على شاشة السينما «ملتحياً» بعد فيلمي «خمس باب» و«الإرهابي». ويؤدي محمد عادل إمام دور الابن أيضاً في الفيلم، بينما تلعب لبلبة دور الزوجة. أما عمر الشريف، كما هو معروف، فيطلّ في دور الرجل المسلم الذي يتنكّر بشخصية قبطي، بينما تؤدي هناء الشوربجي دور زوجته، وشيرين عادل دور الابنة التي ترتبط بقصة حب مع محمد إمام. وكلّ ذلك في مشاهد لن يدرك الجمهور فيها مَن المسلم ومَن المسيحي... ليستعيد الجميع شعار ثورة 1919 الشهير «يحيا الهلال مع الصليب».