بشير صفيرمروان عبادو يرمي «نرده» في بيروت
ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها مروان عبادو الجمهور اللبناني. هذا المؤلّف الموسيقي وعازف العود الفلسطيني سبق أن قدّم حفلات عدّة، آخرها في نيسان (أبريل) 2006، عندما حلّ ضيفاً على مهرجان «موسيقى ـ 1» إلى جانب المغنّية ريما خشيش وحسن الحفار. وها هو يفتتح مساء اليوم في قاعة «أسمبلي هول» (الجامعة الأميركية في بيروت) الدورة الثانية من المهرجان الذي تنظّمه جمعية «عِرَب»، بالاشتراك مع «نادي بيروت التراثي في الجامعة الأميركية». ولعلّ حفلته هذه ستكون مناسبةً جديدة يطلق خلالها هذا الفنان الملتزم صرخة احتجاج من بيروت المشنّجة إلى غزّة النازفة... في الذكرى الستين للنكبة.
مروان عبادو أبصر النور في بيروت عام 1967، وكانت الموسيقى هي مجال اهتمامه منذ الصغر. في عام 1985 هاجر إلى فيينا (النمسا) ليتابع دراسة آلة العود، على يد الأستاذ عاصم الشلبي. بدأ مسيرته الفنية في مجال التأليف الموسيقي والغناء والعزف، ناسجاً علاقات مع موسيقيين غربيين في العاصمة التاريخية للموسيقى. ونتجت من هذا التفاعل صيغةٌ موسيقية اشتهر بها عبادو، وتقوم على الانطلاق من جذور موسيقانا الشرقية ومقاماتها، والانفتاح على أنماط غربية، وتحديداً موسيقى الجاز الأوروبي الحديث، لتقديم نموذج يحاكي الغرب والشرق بلغة موسيقية جديدة ومشتركة.
أسّس عبادو فرقته (تركيبة غير ثابتة) التي سجّل معها أسطوانات عدة، حوى الجزء الأكبر منها مقطوعات موسيقية صامتة محمّلة بقدرة كبيرة على التعبير وأغنيات تتمحور حول فلسطين، وتستعيد عادات أهلها وتقاليدهم... إضافة طبعاً إلى معاناتهم الطويلة. بعد خمسة ألبومات خاصة هي «دوائر» (1996)، و«ابن الجنوب» (1999) الذي غنى فيه وحيداً برفقة عوده، و«راينسبوتينغ» (2000)، و«مراكب» (2001) بمشاركة الموسيقي النمساوي بيتر روزمانيث و«قبيلة» (2005)، يتحضّر الفنان الفلسطيني لإطلاق عمله الجديد «نَرْد» الذي يُفترض أن يبصر النور الخريف المقبل وسيتمحور حوله برنامج حفلة اليوم.
يخصّ عبادو الجمهور اللبناني، مساء اليوم في «أسمبلي هول» بأولويّة اكتشاف أغنيات ألبومه المنتظر... على أن تكون محطّته التالية عمّان (الأردن)، حيث يحيي أمسية في «مسرح البلد» (بالاشتراك مع «أورنج ريد») مساء الثلاثاء 11 آذار/ مارس. وهذه المقاربة ــ أي تقديم العمل الفنّي في شكلين هما الألبوم والحفلة ــ ليست مألوفة، إذ إنه من المعروف أن الحفلة الحية تأتي عادةً بُعَيد صدور تسجيل الاستوديو، في ما يعرف بالجولة الترويجية.
مروان عبادو، صوتٌ مقاومٌ من الشتات، سيتولى الغناء والعزف على العود لتقديم «نرْد»، بينما ترافقه فرقة مؤلفة من أربعة موسيقيين نمساويين، ممن اعتادوا العمل معه مثل بيتر روزمانيث (إيقاعات)، وجوانّا لويس (فيولون)، إضافة إلى غيورغ غراف (ساكسوفون وكلارينت)، وميكي ليبرمان (غيتار).
وهناك علاقة ديناميّة وتفاعليّة بين عنوان الحفلة (والأسطوانة) وأبعاده من جهة، وطبيعة موسيقى عبادو من جهة أخرى. تلك الموسيقى التي تحمل احتمالات عدّة في تكوّنها، إذ تقوم على الارتجال، علماً أن الارتجال يبقى هنا محدوداً في احتمالاته، ولا يصل أبداً إلى التجريبية الحرة.


8:30 مساء اليوم ـ قاعة «أسمبلي هول»، الجامعة الأميركية في بيروت: 01/340817
8:00 مساء الثلاثاء 11 آذار/ مارس ـ «مسرح البلد» في عمّان: 0096264652005
http://marwan-abado.net