يبدو أن لعنة «عبّارة السلام 98» التي غرقت قبل عامين في مياه البحر الأحمر، ما زالت تطارد كل المشاريع الفنية التي تحاول الاقتراب من القضية، أو تبحث في الأسباب التي أودت بحياة أكثر من ألف مواطن مصري في ليلة واحدة...وفي وقت لا يزال الملف الجنائي مفتوحاً، ومالك العبّارة ممدوح إسماعيل هارباً خارج مصر، أعلن لبيب معوض، محامي إسماعيل، أنه سيقاضي السيناريست محسن الجلاد، لأن المؤلف الدرامي أعلن عزمه كتابة مسلسل عن هذه القصة المأساوية. وأشار معوض أخيراً إلى أنّ الجلاد لا يملك حق كتابة عمل عن قضية، لم تبت بعد في القضاء. كما طالب بالاطلاع على السيناريو لمراقبة الصورة التي سيقدم بها موكله وشركته المتهمة حتى الآن بالمسؤولية المباشرة عما حدث. من جهته، ردّ الجلاد بأنه سيعرض قضية عامة، شغلت بال الناس، وتناولتها الصحف والبرامج التلفزيونيةباستمرار. وقال الكاتب الدرامي الذي قدم الموسم الرمضاني الماضي مسلسل «قضية رأي عام» ليسرا: «لا يحق لمعوض أو لغيره الاطلاع على السيناريو»، لأن الرقابة هي الجهة الوحيدة المنوط بها القيام بهذا الدور.
وعلى رغم السجال الدائر، لم يتعدّ المسلسل مرحلة النوايا، إذ لم تتحمس أي شركة إنتاج لتبني المشروع حتى اليوم. وبالتالي، قد ينتظر الجلاد حتى إغلاق القضية الجنائية، ليتمكن بعدها من البحث عن منتج، يموّل العمل، من دون التعرّض لضغوط. وكان السيناريست وحيد حامد أول من أعلن نيته تقديم فيلم عن كارثة العبّارة. وهو قام بالفعل برحلة على عبّارة أخرى تبحر بين السعودية ومصر، لكنه سرعان ما انسحب من السباق، ولم يعلن بعد عن مصير مشروعه.